وقعة الدعيس المشهورة، أسر فيها المؤيد وولداه حسن وعيسى.
وكان أحمد المذكور ممن بالغ في الأمر يومئذ، فلما تحقق الأشرف اجتهاده ونصحه ..
أقطعه حرض، فلما مات الأشرف .. تولى بعده المؤيد، فقبض على الأمير المذكور، ولم يزل معتقلا نحو ست وعشرين سنة مدة ولاية المؤيد، فلما تولى المجاهد بن المؤيد ..
أطلقه من الاعتقال، ولما اعتقل المجاهد في حصن تعز، وتولى عمه المنصور أيوب بن يوسف .. أقطع الأمير المذكور حرض، فلما خرج المجاهد من الاعتقال واستولى المرة الثانية .. طلبه من حرض، فتخوف، ووقف في قرية السلامة، ولما خالفت المماليك على المجاهد وأخذوا زبيد للظافر .. طلع الأمير أحمد المذكور إلى المجاهد، وتكفل له بإعادة زبيد، فأضاف إليه المجاهد عسكرا جيدا من الخيل والرجل، ونزل زبيد، فحط في البستان، فقصده المماليك من زبيد على حين غفلة، فانهزم عسكره، وقتل طائفة منهم، وجرح الأمير المذكور جراحات شديدة، ثم أسر، وحمل إلى زبيد، ومات بها في آخر شعبان من سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة.
٣٨٥٤ - [الملك المنصور بن المظفر](١)
السلطان الملك المنصور أيوب بن المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغساني.
وكان محبوبا عند أبيه المظفر، وكان أخوه المؤيد أيضا يحبه ويكرمه دون سائر إخوته، فلما تولى المؤيد، وولى ولده المجاهد قطر اليمن .. أقام مدة يسيرة، ثم حصل من العسكر خلاف وخروج عن طاعته، فاجتمع جمهور العسكر على لزوم المجاهد، فلزموه، وتقدموا به إلى عمه أيوب المذكور، ثم طلع المنصور حصن تعز في جلالة الملك وناموس السلطنة، وطلع بابن أخيه معه تحت الحفظ، فأودعه دار الأدب، ثم إن والدة المجاهد استخدمت عسكرا جيدا، فوصلوا إلى تعز ليلا، وطلعوا الحصن من ناحية الشريف، فلما تصوروا في الحصن بمساعدة بعض أهله .. كمنوا على باب الدورة إلى أن أسفر النهار، ونزل الخادم بمفاتيح أبواب الحصن، فلما فتح باب الدورة .. هجم العسكر على البواب فقتلوه وأخذوا منه المفاتيح التي معه بأسرها، فدخلوا باب القصر، فوجدوا المنصور قاعدا في مجلس هنالك، فأغلقوا عليه باب المجلس الذي هو فيه، ووقف بعضهم على باب المجلس
(١) «السلوك» (٢/ ٥٥٧)، و «بهجة الزمن» (ص ٢٨٧)، و «العطايا السنية» (ص ٢٧٩)، و «العقود اللؤلؤية» (٢/ ١٤)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٢٥٠)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٤٩٣).