التدريس، درس بنظامية زبيد مكان أبيه وأخيه إسماعيل، ولم يزل مدرسا بها إلى أن توفي في سنة اثنتين وثلاثين وسبع مائة.
٣٩٣٧ - [بدر الدين ابن جماعة](١)
محمد بن إبراهيم ابن جماعة شيخ الإسلام بدر الدين الحموي الكناني الشافعي قاضي القضاة.
ولد بحماة سنة تسع وثلاثين وست مائة.
وسمع سنة خمسين من شيخ الشيوخ الأنصاري، وبمصر من الرضي ابن البرهان، والرشيد العطار، وبدمشق من ابن أبي اليسر، وطائفة، وأجاز له خلائق، ودرس وأفتى وحدث.
وكان قوي المشاركة في علوم الحديث، عارفا بالتفسير والفقه وأصوله، ذكيا يقظا، مناظرا متقنا، مفسرا، خطيبا مفوها، ورعا صينا، وافر العقل، حسن الهدي، متين الديانة، ذا تعبد وأوراد، وحج واعتمار.
نقل إلى خطابة القدس، ثم طلبه الوزير ابن السلعوس، فولاه قضاء مصر، فارتفع شأنه، ثم بعث إلى قضاء الشام، ثم ولي خطابة دمشق-وكان يخطب في الشام-ثم طلب لقضاء مصر بعد ابن دقيق العيد، وامتدت أيامه، وحمدت أحكامه، وكثرت أمواله، وحسنت أعماله، وترك الأخذ عن القضاء؛ عفة، ثم شاخ وثقل سمعه، ثم أضرّ، وعزل نفسه، وأقبل على شأنه.
وتفرد وصنف في علوم الحديث والأحكام، وله وقع في القلوب، وجلالة في الصدور، وكان والده من الصالحين.
توفي سنة ثلاث وثلاثين وسبع مائة. مذكور في الأصل باختصار.
(١) «ذيل العبر» للذهبي (ص ١٧٨)، و «معجم الشيوخ» (٢/ ١٣٠)، و «الوافي بالوفيات» (٢/ ١٨)، و «أعيان العصر» (٤/ ٢٠٨)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٨٧)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٩/ ١٣٩)، و «البداية والنهاية» (١٤/ ٥٨٢)، و «الدرر الكامنة» (٣/ ٢٨٠)، و «النجوم الزاهرة» (٩/ ٢٩٨)، و «شذرات الذهب» (٨/ ١٨٤).