للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم رجع [وسالمه] (١) إلى أن توفي في شهر شوال من سنة إحدى عشرة وتسع مائة.

٤٣٨٤ - [أبو بكر العيدروس] (٢)

الشريف فخر الدين بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن باعلوي المعروف بالعيدروس، وهو لقب لقّب به والده بعض سياحي العجم لما دخل تريم لزيارة الشيخ عبد الله بن أبي بكر المذكور، ومعناه: زعيم الصوفية.

ولد أبو بكر المذكور ببلدة تريم في آخر سنة خمسين-أو أول إحدى وخمسين-بعد ثمان مائة، وتوفي والده في سنة خمس وستين وهو طفل.

قرأ على عمه الشيخ علي بن أبي بكر في «الإحياء» وغيره، واشتغل على غيره أيضا من فقهاء تريم وغيرهم في سنة ثمانين وثمان مائة أو إحدى وثمانين، فدخل الشحر وعدن، ثم عزم منها إلى مكة طريق البر، وحج، ورحل فدخل زيلع، ثم عدن، ثم رجع إلى بلده تريم، فأقام بها إلى سنة [ ... ] (٣)، ثم خرج منها من ضيم حصل عليه من ولاتها قاصدا الحج، وسلك طريق البر من بلده، ودخل لحج، فأكرمه الشريف عمر بن عبد الرحمن باعلوي غاية الإكرام، وعاملوه بالجلالة والاحترام، وحصل له من السلطان عبد الوهاب بن داود نهاية الإحسان والإنعام.

وتوجه إلى مكة وحج ورجع إلى اليمن، ولم يقدر له الرجوع إلى وطنه، فالتمس من موهوبات الشيخ عبد الوهاب في جهة موزع ما يقيم حاله في إكرام وافديه وقاصديه، فأنعم له بذلك، وتهيأ للمسير إلى ما هنالك، فاتفق وفاة الشريف عمر بن عبد الرحمن باعلوي، فاستقر مكانه في قرية الحمراء في إكرام الوافدين، وحصل له القبول التام عند السلطان فمن دونه، فأقام بالحمراء برهة، ولم يطب له المقام بها، فدخل عدن وتديّرها: [من الطويل]

وألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عينا بالإياب المسافر

وكان رحمه الله لا يدخر شيئا من الدنيا، يحصل له الفتوح العظيمة، فيفرقها على من يستحقها ومن لا يستحقها، ويستدين بالزيادة ويبذله.


(١) بياض في الأصول، والاستدراك من «تاريخ الشحر» (ص ٥٧).
(٢) «مواهب القدوس» (ص ٤)، و «غرر البهاء الضوي» (ص ٢٨٣)، و «النور السافر» (ص ١٢٤)، و «تاريخ الشحر» (ص ٨٣)، و «شذرات الذهب» (١٠/ ٩١)، و «المشرع الروي» (٢/ ٣٤).
(٣) بياض في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>