للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خنق وصلب إلى جانب بابك والمازيار، وذلك في سنة ست وعشرين ومائتين، وتصدق المعتصم عند قتله بعشرة آلاف ألف درهم؛ لأنه كان خائفا منه أن يقتله، قيل: إنه وجد بدار الأفشين أصنام اتهم بعبادتها، فأحرقت، وكان أقلف متهما في دينه.

١١١١ - [الخليفة المعتصم] (١)

الخليفة أبو إسحاق محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي العباسي.

ولد بالرقة في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائة، وعهد إليه أخوه المأمون بالخلافة، فبويع له يوم مات المأمون بطرسوس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين، فلما بويع .. شقت الأتراك عليه، ونادوا للعباس بن المأمون بالخلافة، فأرسل إليه المعتصم وأحضره، وأخذ البيعة عليه، فخرج العباس إلى الجند وقال: قد بايعت عمي، وسلمت الأمر إليه، فقرّوا عند ذلك وسكنوا.

وكتب إلى والي بغداد إسحاق بن إبراهيم أن يأخذ له البيعة على من ببغداد، ويتفق مع الفضل بن مروان على ذلك، وأعطى الناس رزق أربعة أشهر.

وكان شجاعا شهما مهيبا عسوفا، إذا غضب .. لا يبالي من قتل، ولا بما فعل.

وكان أميا لا يكتب، وسبب ذلك: أنه كان معه خادم يتعلم معه فمات، فنظر إليه الرشيد يمشي وحده، فقال: يا محمد؛ أين الخادم؟ قال: يا سيدي؛ مات واستراح من الكتاب، فقال الرشيد: إنا لله، إن حالا يؤثر ولدنا عليها الموت .. لحال يجب علينا أن نعفيه عنها، فتقدم إلى المؤدب بالانصراف عنهم.

ومع كونه أميا حكي أنه وصله كتاب من طاغية الروم يتهدده فيه ويتوعده، فأمر الكتاب أن يجيبوا عنه، فكلما كتبوا جوابا وعرضوه عليه .. لم يرتضه، ثم قال للكاتب: اكتب:

من محمد المعتصم بالله أمير المؤمنين إلى كلب الروم فلان الفلاني، وصل كتابك، وفهمت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار، ثم سار إلى جهادهم عقب الرسول على الفور، فيقال: إن طاغية الروم قال: هذا الذي تزعمون أنه


(١) «تاريخ الطبري» (٩/ ١١٨)، و «تاريخ بغداد» (٤/ ١١٢)، و «المنتظم» (٦/ ٣٥٨)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٧٥)، و «تاريخ الإسلام» (١٦/ ٣٩٠)، و «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ٢٩٠)، و «الوافي بالوفيات» (٥/ ١٣٥)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٩٤)، و «البداية والنهاية» (١٠/ ٧٤٠)، و «تاريخ الخلفاء» (ص ٣٩٢)، و «شذرات الذهب» (٣/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>