للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقطعه السلطان السلجوقي شهرزور، ولما قتل والده تحت قلعة جعبر كما تقدم في أول هذه العشرين (١) .. ملك ما كان لأبيه من الموصل وديار ربيعة، وأخوه نور الدين محمود حلب وما والاها من الشام، ولم تكن دمشق يومئذ لهم.

وكان غازي المذكور يحب العلم وأهله، وينطوي على خير وصلاح، وبنى بالموصل المدرسة العتيقة.

ولم تطل مدة مملكته، ومات سنة أربع وأربعين وخمس مائة.

٢٣٥٣ - [القاضي عياض] (٢)

القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن موسى اليحصبي، أحد الحفاظ الأعلام.

سمع من أبي علي بن سكّرة، وأبي محمد بن عتاب، وطبقتهما، وأجاز له أبو علي الغساني.

وولي قضاء سبتة مدة، ثم قضاء غرناطة.

وله المصنفات المفيدة، منها: «الشفا بتعريف حقوق المصطفى»، و «مشارق الأنوار» في تفسير غريب الحديث، و «الإكمال» كمل به «المعلم في شرح مسلم» للإمام المازري.

وكان إماما في الحديث وعلومه، والنحو واللغة، وكلام العرب وأيامها وأنسابها، وله ذكاء عظيم وشعر حسن منه: [من البسيط]

الله يعلم أني منذ لم أركم ... كطائر خانه ريش الجناحين

فلو قدرت ركبت البحر نحوكم ... فإنّ بعدكم عني جنى حيني

توفي سنة أربع وأربعين وخمس مائة.


(١) انظر (٤/ ١٤٢).
(٢) «كتاب الصلة» (٢/ ٤٥٣)، و «بغية الملتمس» (ص ٤٣٧)، و «وفيات الأعيان» (٣/ ٤٨٣)، و «العبر» (٤/ ١٢٢)، و «تذكرة الحفاظ» (٤/ ١٣٠٤)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٨٢)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٢٢٦)، و «شجرة النور الزكية» (٢/ ٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>