للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه أخذ الفقيه موسى بن علي بن عجيل الفرائض، وكان زميله في القراءة على الفقيه إبراهيم.

ولم أقف على تاريخ وفاته، فذكرته هنا تبعا لشيخه الشويري، والله أعلم.

٢٧٦٩ - [أحمد العرشاني] (١)

أحمد بن الإمام الحافظ علي بن أبي بكر بن حمير العرشاني.

ولد سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة.

وتفقه بأبيه غالبا، ثم بغيره، وولي قضاء الجند، وذيل على «تاريخ الطبري»، وله مختصر جمع فيه من قدم اليمن من الفضلاء.

وكان فقيها متقنا ماهرا متفننا خطيبا مصقعا، وقرأ عليه السلطان سيف الإسلام «موطأ مالك».

ولما اشتهر القاضي مسعود بن علي بن مسعود العنسي بجودة الفقه، وانتهت إليه رئاسة الفتوى .. حسده العرشانيون، فجوّب بعض فقهاء عرشان على مسألة جوابا أخطأ فيه، فلما وقف القاضي مسعود على جوابه .. كتب تحته بمداد يعمل من الصبر لونه الحمرة: هذا المجيب لا يعرف شيئا، وتركه مهملا لم يعجمه، فأعجمه بمداد أسود، يجعل الجيم خاء، والياء نونا، والموحدة مثلثة، ثم تقدم القاضي أحمد بالسؤال وما عليه من الجواب إلى سيف الإسلام وقال: يا مولانا؛ ظهر هنا رجل يدعي الفقه، وصار يحتقر الفقهاء، ويسفه عليهم بلسانه، ثم لا يقنع باللفظ حتى صار يكتب ذلك بخطه، وأوقفه على الورقة، فعظم ذلك على سيف الإسلام، وأمر في الحال باستدعاء القاضي مسعود، فلما حضر بين يديه .. رمى إليه بالسؤال وقال له: الجواب الثاني خطك؟ فتأمّله القاضي مسعود، وعرف من أين أتى، فقال: سبحان الله! يا مولانا أنعموا النظر؛ فإن مداد النقط غير مداد الخط، والقبح من الذي نقط الحروف، فليتأمل مولانا السلطان ذلك، ثم أعاد الورقة إليه، فلما أدرك ذلك السلطان .. عرف أنها مكيدة، وكان قد نقلت إليه أمور ملأت صدره من القاضي


(١) «طبقات فقهاء اليمن» (ص ٢٣٦)، و «معجم البلدان» (١/ ١٩٧)، و «السلوك» (١/ ٣٦٥)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ١٢٠)، و «تحفة الزمن» (١/ ٢٩٣)، و «إيضاح المكنون» (٤/ ٨٠)، و «هدية العارفين» (٥/ ٨٨)، و «هجر العلم» (٣/ ١٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>