للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التصانيف، وأبو الحسن علي بن سليمان الأخفش الصغير البغدادي النحوي، وعبد الله بن محمد القزويني، ومحمد بن المسيب الأرغياني.

وفي هذه السنة: كان ظهور الديلم، وأول من تغلب على الري منهم ليلى بن النعمان كما سبق ذكر قتله في سنة تسع وثلاث مائة (١)، ثم كان ابن كالي دخل في طاعة صاحب خراسان، فاستدعاه ومضى إليه، ثم تغلب عليها أسفار بن شيرويه، فأساء السيرة، وحكم في الأموال والفروج، فاجتمع الناس إلى المصلى يدعون عليه، وبلغه الخبر فاستهان بالدعاء، فخرج عليه في اليوم الثاني مرداويج بن زيار أحد قواده، فواقعه وهزمه، وأوى أسفار إلى بيت طحان، ووقف مرداويج على مكانه فاحتز رأسه، وتغلب على الري وأصبهان، وطغى وتجبر، وقال: أنا سليمان بن داود، وهؤلاء الشياطين؛ يعني:

الديلم، وأبناء الدولة، وكان بالكرج حيث قتل مرداويج؛ وأخوه أبو علي الملقب ركن الدولة عنده بأصبهان مقيدا، فكسر القيود ولحق بأخيه، وغلب علي بن بويه على أصبهان، ثم فارقها وقصد شيراز، واستولى على فارس، واستقر ملك بني بويه على ما سنذكره في سياقة السنين (٢).

***

[السنة السادسة عشرة بعد الثلاث مائة]

فيها: دخل القرمطي الرحبة بالسيف واستباحها، ثم نازل الرقة، وقتل جماعة، وتحول إلى هيت، فرموه بالحجارة، وقتلوا صاحبه أبا الزوّار (٣)، فسار إلى الكوفة، ثم انصرف وبنى دارا وسماها دار الهجرة، ودعى إلى المهدي، وتسارع إليه كل مريب، ولم يحج أحد في هذه السنة (٤).

وفيها: استعفى علي بن عيسى من الوزارة، كذا في «تاريخ اليافعي» (٥).


(١) انظر (٣/ ٥٨).
(٢) «المنتظم» (٨/ ٧٧)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٧١٥)، و «تاريخ الإسلام» (٢٣/ ٣٦٢)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٧٢).
(٣) كذا في «شذرات الذهب» (٤/ ٧٦)، وفي «تاريخ الإسلام» (٢٣/ ٣٧٣): (أبا الرّوّاد).
(٤) «المنتظم» (٨/ ٨٥)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٧٢٠)، و «العبر» (٢/ ١٦٩)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٧٦).
(٥) انظر «مرآة الجنان» (٢/ ٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>