للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحوادث]

[السنة الحادية والعشرون بعد الخمس مائة]

فيها: أقبل السلطان محمود بن محمد بن ملك شاه في جيوشه محاربا للمسترشد بالله، فتحول أهل بغداد كلهم إلى الجانب الغربي، ونزل محمود والعسكر في الجانب الشرقي، وتراموا بالنشاب، وترددت الرسل في الصلح، فلم يفعل الخليفة، فنهبت دار الخليفة، وخرج من المخيم والوزير ابن صدقة بين يديه، فقدموا السفن في دفعة واحدة، وعبر عسكر الخليفة، وألبسوا الملاحين السلاح، وسبح العبارون، وصاح المسترشد: يا آل بني هاشم، فتحركت النفوس معه، هذا وعسكر السلطان محمود مشغولون بالنهب، فلما رأوا الجد .. ذلوا وولوا الأدبار، وعمل فيهم السيف، وأسر منهم خلق كثير، وقتل جماعة أمراء، ودخل الخليفة داره، وكان معه يومئذ قريب من ثلاثين ألف مقاتل، ثم وقع الصلح (١).

وفيها: ورد الخبر بأن سنجر بن ملك شاه صاحب خراسان قتل من الباطنية اثني عشر ألفا (٢)، ومرض السلطان محمود وتعلل بعد الصلح، فرحل إلى همذان، وولي بغداد الأمير عماد الدين زنكي، ثم صرف زنكي بعد أشهر، وفوض إليه الموصل لموت متوليها، فسار إليها (٣).

وفيها: توفي أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد الهاشمي العباسي المتوكلي، وأبو الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، وأبو العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي، وعبد الله بن محمد البطليوسي النحوي.

***

[السنة الثانية والعشرون]

في أولها: تملك قيم الدولة عماد الدين زنكي بن آق سنقر حلب وأعمالها (٤).


(١) «المنتظم» (١٠/ ٢٢١)، و «العبر» (٤/ ٤٨)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٢٧).
(٢) «المنتظم» (١٠/ ٢٢٤)، و «الكامل» (٩/ ١٠)، و «العبر» (٤/ ٤٩)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٢٧).
(٣) «المنتظم» (١٠/ ٢٢٣)، و «العبر» (٤/ ٤٩)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٢٧)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٦٩٥).
(٤) «الكامل في التاريخ» (٩/ ١١)، و «العبر» (٤/ ٥٠)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٢٨)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٦٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>