للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضا أمور الناس من أمر تهامة وتعز ونواحيهما، فضبط البلاد، وأحسن سياستها (١).

***

[السنة الموفية عشرين بعد تسع مائة]

فيها: مات النقيب ريحان الصلاحي الظافري بزبيد، والفقيه محمد بن الصديق الصائغ، والأمير علي بن شجاع العنسي برداع العرش، والشريف عبد الرحمن بن علي بن سفيان بصنعاء.

وفيها: توجه السلطان من بلده المقرانة إلى جهات صنعاء، فدخلها أول شهر رمضان، وقدم عليه بصنعاء أشراف صعدة، وبذلوا تسليم مدينة صعدة والتمكين منها، فأكرمهم وأنعم عليهم، وسير معهم طائفة من الجند لقبض مدينة صعدة، فغدر بهم ابن البهّال، وظهر عليهم في كمين من أهل صعدة في الطريق، فثبت جند السلطان وقاوموهم، وبلغ الخبر إلى السلطان، فبعث إليهم الأمير علي بن محمد البعداني في جيش فلاحقوهم، فولّوا مدبرين، ورجع الأمير علي بالعساكر إلى صنعاء سالمين، فكان ذلك سببا لتغيّر خاطر السلطان على أشراف صعدة وعدم الثقة بالأشراف، وموجبا لطول إقامته بصنعاء (٢).

وفي مدة إقامته بصنعاء: قدم عليه قاصد من سلطان مصر الملك الأشرف قانصوه الغوري بهدايا نفيسة، فأكرم نزله، وأحسن جائزته، كذا في «تاريخ الديبع» (٣).

فإن كان مراده قدوم الطواشي مختص .. فهو وهم؛ فإن قدومه كان في سنة سبع عشرة أو سنة ثمان عشرة، وإن كان مراده قدوم علي خالص ثانيا بعد رجوعه هو والطواشي مختص إلى مصر .. فيمكن، والله سبحانه أعلم.

وفي مدة إقامة السلطان بصنعاء: هرب حيدرة بن مسعود الهيثمي من صنعاء إلى دثينة، وأرسل إلى ولده مجرب بوادي لحج أن يتبعه إلى دثينة، فهرب من لحج إليها أيضا، ووثبا على حصن دثينة، وأخرجا رتبة السلطان منه، واستوليا عليه، وذلك أول وهن دخل في الدولة (٤).


(١) «الفضل المزيد» (ص ٣٤٨).
(٢) «الفضل المزيد» (ص ٣٥١)، و «تاريخ الشحر» (ص ١٠٤).
(٣) «الفضل المزيد» (ص ٣٥٢)، و «تاريخ الشحر» (ص ١٠٥).
(٤) «تاريخ الشحر» (ص ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>