للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥٨٩ - [الزاهي الشاعر] (١)

علي بن إسحاق الزاهي البغدادي، الشاعر المشهور.

كان وصافا محسنا كثير الملح، حسن الشعر في التشبيهات وغيرها، ومن قوله في تشبيه البنفسج: [من البسيط]

ولازوردية تزهو بزرقتها (٢) ... بين الرياض على جمر اليواقيت

كأنها فوق قامات ضعفن بها ... أوائل النار في أطراف كبريت

ويروى: فوق طاقات.

ومن محاسن شعره: [من الطويل]

وبيض بألحاظ العيون كأنما ... هززن سيوفا واستللن خناجرا

تصدّين لي يوما بمنعرج اللوى ... فغادرن قلبي بالتصبر غادرا

سفرن بدورا وانتقبن أهلة ... ومسن غصونا والتفتن جاذرا

وأطلعن في الأجياد بالدر أنجما ... جعلن لحبات القلوب ضرائرا

وهذا تقسيم طريف، وقد استعمله جماعة من الشعراء، لكنهم قصرت بهم القريحة عن بلوغ هذه الصنعة، ونحوه قول المتنبي: [من الوافر]

بدت قمرا ومالت خوط (٣) ... بان

وفاحت عنبرا ورنت غزالا (٤)

قال الشيخ اليافعي: (ولست أدري أيهما سلك طريق الآخر، وهما متعاصران، توفي المتنبي بعده في سنة أربع) (٥).


(١) «تاريخ بغداد» (١١/ ٣٤٩)، و «الأنساب» (٣/ ١٢٦)، و «المنتظم» (٨/ ٣٧٢)، و «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٧١)، و «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ١١١)، و «تاريخ الإسلام» (٢٦/ ٧٥)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٣٤٩)، و «البداية والنهاية» (١١/ ٣٢٧)، و «النجوم الزاهرة» (٤/ ٦٣).
(٢) في «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٧٢): (أوفت بزرقتها).
(٣) الخوط: القضيب.
(٤) «ديوان المتنبي» (٣/ ٢٢٤).
(٥) «مرآة الجنان» (٢/ ٣٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>