للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصل في سنة عشرين، وفيها-أعني سنة عشرين-لم يحج أحد (١).

وفيها: أخذ الديلمي الدينور، ففتك بأهلها، ووصل المنهزمون إلى بغداد، فرفعوا المصاحف على القصب، واستغاثوا، وسبّوا المقتدر، وغلقت الأسواق، وخافوا من هجوم القرامطة (٢).

وفيها: قبض المقتدر على وزيره الحسين بن القاسم بن عبد الله، وولي الوزارة أبو الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات (٣).

وفيها: توفي الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي محدث دمشق، وأبو القاسم الكعبي البلخي شيخ المعتزلة، والسيد الجليل محمد بن الفضل البلخي الواعظ، قيل: مات في مجلسه مرة أربعة أنفس (٤).

وفيها-أو في التي قبلها-: توفي أبو عبد الله الزبير بن أحمد، الفقيه الشافعي، المعروف بالزبيري، نسبة إلى الزبير بن العوام.

وفيها: أبو الجهم المشغراني، ومحمد بن فطيس الأندلسي، والمؤمل بن الحسن الماسرجسي.

***

[السنة الموفية عشرين بعد الثلاث مائة]

فيها: انحدر مؤنس بالعساكر من الموصل إلى بغداد بعد أن حارب بني حمدان وكسرهم، وهرب داود بن حمدان، فنزل مؤنس بالشماسية، فأشار الأمراء على المقتدر بالإنفاق على العساكر، فعزم على التوجه إلى واسط؛ ليستنجد منها ومن البصرة والأهواز، ويستعد لحرب مؤنس، فقلبه محمد بن ياقوت عن هذا الرأي وقال له: اتق الله، ولا تسلم بغداد بلا حرب، وإن خرجت بنفسك إلى مؤنس .. أحجم رجال مؤنس عن مقاتلتك ومقاومتك، فقال له المقتدر: أنت رسول إبليس، وأشار هارون بن غريب على المقتدر


(١) «صلة تاريخ الطبري» (١١/ ١٣٨)، و «الكامل في التاريخ» (٧٥٧/ ٦، ٧٦٠)، و «العبر» (٢/ ١٨٠)، و «البداية والنهاية» (١١/ ١٩٨).
(٢) «تاريخ الإسلام» (٢٣/ ٣٩١)، و «العبر» (٢/ ١٨٠)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٢٧٨).
(٣) «الكامل في التاريخ» (٦/ ٧٦٧)، وفيه: أن هذه الحادثة كانت سنة (٣٢٠ هـ‍).
(٤) «العبر» (٢/ ١٨٢)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٢٧٨)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>