للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمثل ما أشار به محمد بن ياقوت، فغلبا المقتدر على رأيه، فخرج من بغداد إلى الشماسية فقتل بها، وكان مؤنس بالراشدية لم يحضر الحرب، فلما حمل إليه رأس المقتدر .. قال:

قتلتموه، والله؛ لنقتلن كلنا، وأقل ما يكون: أن نظهر أنه جرى بغير أمرنا، وتنصبوا مكانه ابنه أبا العباس؛ فإنه تربيتي، فعارض هذا الرأي إسحاق بن إسماعيل النوبختي وقال: بعد الكد استرحنا من خليفة له أم وخالة وخدم يدبرونه، والله؛ لا نرضى إلا برجل كامل، فعقدوا الخلافة لأخي المقتدر أبي منصور محمد بن المعتضد، ولقبوه: القاهر بالله، فكان في ذلك حين النوبختي وهلاكه، فقتله القاهر لما ولي (١).

وفيها: توفي الحافظ محدث الشام أبو الحسن محمد بن عمير المعروف بابن جوصا.

وفيها-أو قبلها، أو بعدها-: توفي القاضي الحافظ محمد بن يحيى العدني، قاضي عدن، ونزيل مكة.

وفيها: توفي الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري صاحب البخاري، وقاضي القضاة محمد بن يوسف الأزدي مولاهم، والإمام الكبير أبو علي بن خيران، وعبد الله بن عتاب الزّفتي.

والله سبحانه وتعالى أعلم (٢)

***


(١) «الكامل في التاريخ» (٦/ ٧٦٩)، و «تاريخ الإسلام» (٢٣/ ٣٩٥)، و «العبر» (٢/ ١٨٤)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٢٧٩)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٩٧).
(٢) تم الجزء الأول من تاريخ الفقيه الإمام العالم القاضي أبي محمد الطيب بن عبد الله بن أحمد بن علي مخرمة، رحمه الله رحمة الأبرار آمين، بتاريخ (٢٣) شهر ربيع الثاني من سنة ألف من الهجرة الرسولية، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>