ولما حصلت الفتنة بين هزاع وبركات ابني محمد في سنة ست وتسع مائة .. كان الجازاني مع أخيه هزاع، وكان الشريف هزاع يراعيه ولا يخالف كلامه لأجل أخواله زبيد، فلما توفي هزاع سنة سبع وتسع مائة .. تولى الجازاني إمرة مكة، وأقام القاضي أبو السعود همته في ذلك، وكتب إلى أهل مصر بتأهّله لذلك، فوصله الخلع والمراسيم من مصر بالولاية على مكة، وكسر الشريف بركات مرارا.
ولما لزم المصريون الشريف بركات وأخوه قايتباي، وحملاهما مقيدين إلى مصر، واستقل الجازاني بإمرة مكة .. تعسف فيها وظلم، وصادر التجار، ومن لم يعطه ما يريد ..
عذبه بأنواع العذاب من الضرب وغيره، وكان قد قتل جماعة من الترك وأهل مكة بسبب نصرتهم لبركات.
وفي رجب من سنة تسع وتسع مائة: دخل المطاف، وشرع في الطواف، فتقدم إليه تركي كأنه طائف، فلما قرب منه .. طعنه في جنبه فسقط، وكان جماعة من الترك في المسجد بالقرب من المطاف، فلما سقط الجازاني .. تواثبوا عليه بالطعن حتى ذفّفوه ولم ينتطح فيه عنزان، وبقي مرميا به في المطاف إلى آخر النهار، ثم حمل إلى المعلاة، وقبر بمقبرة والده، وولّى الترك أخاه حميضة مكانه.
[٤٣٧٩ - [أحمد بن سالم الدوعني]]
الفقيه أحمد بن سالم با نقيب الدوعني.
قدم من بلده إلى عدن لطلب العلم، فنقل «المنهاج»، وقرأ كثيرا من كتب الفقه والحديث والتفسير على شيخنا جمال الدين محمد بن أحمد بافضل، وانتفع به كثيرا، وقدّمه على الدرسة، وجعله ناظرا عليهم.
وحصّل كتبا كثيرة، وأفتى ودرس، وانتفع به جمع من الطلبة.
وكان لديه قليل من حطام الدنيا يتجر فيه ويعامل الناس به.
ولم يزل على التدريس والفتوى إلى أن توفي في أواخر جمادى الأولى من سنة عشر وتسع مائة.