(٢) وقد حيك كثير من الأباطيل، وألقي كثير من الشّبه حول قصة قتل خالد رضي الله عنه لمالك بن نويرة، وزعموا أنه قتله ليستأثر بزوجته لنفسه، وحاشاه من ذلك، وما ينبغي لسيف من سيوف الله أن يكون رجلا شهوانيا سفاكا لدماء الأبرياء، وهو بطل عظيم من أبطال الإسلام، وقائد عبقري تشهد له مواقفه في مؤتة وبلاد الشام واليمن والعراق، وأما أداء الصديق رضي الله عنه ديته من بيت المال .. فاقتداء بالنبي صلّى الله عليه وسلم فيما فعله في وقعة بني جذيمة تهدئة للخواطر، وتسكينا للنفوس، ومراعاة للأبعد في باب السياسة. وأما الأقوال التي تنسب لعمر رضي الله عنه في ذلك .. فيكفي في إثبات عدم صحتها قول عمر رضي الله عنه عند عزله خالدا: (ما عزلتك من ريبة)، بل لو صحّ ذلك الفعل عن خالد رضي الله عنه .. لرجمه عمر رضي الله عنه، وهو المعروف بشدته في دين الله، وعدم محاباته لأحد في حدود الله، كما أن هذه الروايات كلها تتهافت عند عرضها على ميزان الرواة الذي استأثر الله تعالى به هذه الأمة دون غيرها، وانظر رد ذلك تفصيلا في «مقالات الكوثري» (ص ٥٢٣)؛ فقد أجاد وأفاد. (٣) اللّوى: ما التوى من الرمل، والدكادك-جمع دكدك-وهو: ما تكبس واستوى من الرمل. (٤) «النسب» لابن سلام (ص ٢١٥)، و «طبقات ابن سعد» (٣/ ٣٥٠)، و «طبقات خليفة» (ص ٥٥)، -