للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سكن بغداد، وسمع هشيما، وعبد الله بن نمير، وحبان بن هلال وغيرهم، روى عنه البخاري في «صحيحه».

ولد سنة ستين ومائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

١٢٥٠ - [أبو الحسن العسكري] (١)

أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني، المعروف بالعسكري؛ لإقامته بسرّمن رأى عشرين سنة وأشهرا، وكانت تسمى العسكر؛ لأن المعتصم لما بناها انتقل إليها بعسكره.

ولد المذكور بالمدينة ثالث عشر رجب، وقيل: في يوم عرفة سنة أربع عشرة-أو ثلاث عشرة-ومائتين.

وكان فقيها إماما، استفتاه المتوكل مرة ووصله بأربعة آلاف درهم، وهو أحد الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد الشيعة الغلاة عصمتهم.

كثرت السعاية في حقه عند المتوكل، فأحضره من المدينة إلى سر من رأى، فأقام بها عشرين سنة وأشهرا، قيل للمتوكل: إن بمنزله سلاحا وكتبا، وأوهموه أنه يطلب الخلافة، فوجه من هجم عليه منزله، فوجده في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة ليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى، وهو يترنم بآيات القرآن في الوعد والوعيد، فحمل إليه على الصفة المذكورة، فعظمه وأجلسه إلى جنبه.

وكان المتوكل يشرب وفي يده كأس، فناوله الكأس الذي في يده فقال: يا أمير المؤمنين؛ ما خامر لحمي ودمي قط، فأعفني عنه، فأعفاه وقال له: أنشدني شعرا أستحسنه، فقال: إني لقليل الرواية للشعر، فقال: لا بد وأن تنشدني، فأنشده: [من البسيط]

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فلم تنفعهم القلل

واستنزلوا بعد عز من معاقلهم ... فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا


(١) «تاريخ الطبري» (٩/ ٣٨١)، و «تاريخ بغداد» (١٢/ ٥٦)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٢٥١)، و «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٧٢)، و «تاريخ الإسلام» (١٩/ ٢١٨)، و «مرآة الجنان» (٢/ ١٥٩)، و «البداية والنهاية» (١١/ ١٩)، و «النجوم الزاهرة» (٢/ ٣٤٢)، و «شذرات الذهب» (٣/ ٢٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>