للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة الثانية والستون]

فيها: حبس المهديّ موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

قال الربيع: فلما حبسه .. رأى المهدي في النوم عليا رضي الله عنه وهو يقول له:

يا محمد؛ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ}.

قال الربيع: فأرسل إليّ ليلا فراعني ذلك، فجئته؛ فإذا هو يقرأ هذه الآية، وكان أحسن الناس صوتا، فعرفني خبر الرؤيا، وقال: عليّ بموسى بن جعفر بن محمد، فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جنبه، وقال: يا أبا الحسن؛ إني رأيت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه في النوم يقرأ علي كذا، أفتؤمنني ألاّ تخرج عليّ ولا على أحد من ولدي؟ قال: والله؛ لا فعلت ذلك، ولا هو من شأني، فقال له: صدقت، يا ربيع؛ أعطه ثلاثة آلاف دينار، ورده إلى أهله بالمدينة.

قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا، فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف العوائق (١).

وفيها: توفي السيد الكبير الولي الشهير إبراهيم بن أدهم البلخي الزاهد، والولي الصالح الزاهد داود بن نصير الطائي، والقاضي أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة قاضي العراق بعد أبي يوسف، وأبو المنذر زهير بن محمد التميمي المروزي الخراساني، ويزيد بن إبراهيم التستري

***

[السنة الثالثة والستون]

فيها: بالغ سعيد الحرشي في حصار عطاء المقنع الساحر الفاجر المتقدم ذكره آنفا، كان ابتداء أمره قصارا، وكان أعور قبيح الصورة، فتستر بالقناع، وأغوى خلقا كما تقدم، ثم في آخر أمره حصر في قلعة فيما وراء النهر، فلما أحس بأخذ سعيد الحرشي الحصن منه ..

جمع نساءه وأهله كلهن فسقاهن سما فمتن، وشرب هو بعدهن سما فمات، فلما دخل المسلمون حصنه .. وجدوه هو وأهله أمواتا، فحزوا رأسه، ووجهوه إلى المهدي (٢).


(١) «المنتظم» (٥/ ٣٠١)، و «سير أعلام النبلاء» (٦/ ٢٧٢).
(٢) «تاريخ الطبري» (٨/ ١٤٤)، و «المنتظم» (٥/ ٣٠٥)، و «مرآة الجنان» (١/ ٣٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>