للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٦٨ - [عضد الدولة الرّافضي] (١)

عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه الديلمي، أول من خطب له بشاهنشاه في الإسلام، وأول من تلقاه الخليفة من الملوك حين قدم بغداد، وأول من خطب له على المنابر ببغداد بعد الخليفة.

كان أديبا فاضلا، محبا للفضلاء، مشاركا في فنون العلم، شهما مطاعا، حازما ذكيا، متيقظا متنبها، سفاكا للدماء، له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد القاصية، وكان شيعيا غاليا، أظهرت الرافضة في أيامه النوح على الحسين بن علي رضي الله عنهما في يوم عاشوراء وعيد الغدير غدير خم في أواخر ذي الحجة، وخرجوا فيه إلى الصحراء، وصلوا فيه صلاة العيد جهارا بشعار ظاهر، واستمر ذلك سنين مدة ولايته، وهو الذي أظهر قبر علي رضي الله عنه بزعمه بالكوفة، وبنى عليه المشهد، ودفن فيه.

وأصح ما قيل في قبر علي رضي الله عنه: أنه مدفون بقصر الإمارة بالكوفة.

وإليه ينسب المارستان العضدي ببغداد، ليس في الدنيا مثل ترتيبه، غرم عليه أموالا عظيمة.

ومدحه المتنبي وغيره بغرر القصائد، فمن ذلك: قول المتنبي فيه من قصيدة: [من الوافر]

أروح وقد ختمت على فؤادي ... بحبّك أن يحلّ به سواكا

فلو أني استطعت غضضت طرفي ... فلم أبصر به حتى أراكا

ومن ذلك قول السلامي: [من الطويل]

وبشّرت آمالي بملك هو الورى ... ودار هي الدّنيا ويوم هو الدّهر

وقد أخذ هذا المعنى الأرجاني فقال: [من البسيط]

لقيته فلقيت الناس في رجل ... والدهر في ساعة والأرض في دار


(١) «يتيمة الدهر» (٢/ ٢٥٧)، و «المنتظم» (٨/ ٤٤٠)، و «الكامل في التاريخ» (٧/ ٣٨٨)، و «وفيات الأعيان» (٤/ ٥٠)، و «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ٢٤٩)، و «تاريخ الإسلام» (٢٦/ ٥٢٢)، و «العبر» (٢/ ٣٦٧)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٤٠١)، و «البداية والنهاية» (١١/ ٣٦١)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٣٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>