للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من سامراء إلى بغداد، وجمع أطرافه للملتقى في سبعين ألف فارس، فنزل واسطا، فتقدم المعتمد، وقصده يعقوب، فقدم المعتمد أخاه الموفق في جمهور الجيش، فالتقيا في اصطربند مقارب دير العاقول في شهر رجب، واشتد القتال، فوقعت الهزيمة في أصحاب الموفق، ثم ثبت الموفق، وشرعت الكسرة على يعقوب وأصحابه، فولوا الأدبار، واستبيح عسكرهم، وكسب أصحاب الخليفة ما لا يحدّ ولا يوصف، وخلصوا محمد بن طاهر الخزاعي وكان مع يعقوب في القيود، ورحل يعقوب إلى فارس، وخلع المعتمد على محمد بن طاهر أمير خراسان، ورده على عمله، وأعطاه خمس مائة ألف درهم (١).

وفي ذي الحجة من هذه السنة: حصل بصنعاء سيل عظيم-وهو السيل الثاني في الإسلام -فأخرب دورا كثيرة، وأتلف أموالا جزيلة، وهلك عالم لا يحصون كثرة، يقال: إن عدة الدور التي خربت يومئذ ستة آلاف دار، وقيل: بل ألف ومائتا دار-قاله الشريف-وكان معظمه في السّرار (٢).

وفيها: توفي عمر بن شبة، ومحمد بن عاصم، وعبيد الله بن جرير بن جبلة، ويعقوب بن شيبة.

***

[السنة الثالثة والستون بعد المائتين]

فيها: توفي الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان في الميدان من صدمة خادم له، وولي الحسن بن مخلد الوزارة، ثم وصل موسى بن بغا من الموصل، فهرب الحسن بن مخلد وظهر ببغداد، ثم استتر، وولي سليمان بن وهب الوزارة، وتتبع الحسن بن مخلد فلم يعلم خبره (٣).

وفيها: توفي الحافظ محمد بن علي بن ميمون العطار الرّقّي، والحافظ الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن حرب، ومعاوية بن صالح الأشعري.

***


(١) «تاريخ الطبري» (٩/ ٥١٦)، و «المنتظم» (٧/ ١٣٩)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٣٣٣)، و «العبر» (٢/ ٣٠)، و «شذرات الذهب» (٣/ ٢٧٣).
(٢) «السلوك» (١/ ١٩٩)، و «بهجة الزمن» (ص ٤٥).
(٣) «تاريخ الطبري» (٩/ ٥٣٢)، و «المنتظم» (٧/ ١٥٢)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>