للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفقيه الخير أبو بكر الخلال البغدادي، وإمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، وعمر بن محمد بن بجير.

***

[السنة الثانية عشرة بعد الثلاث مائة]

فيها: دخل أبو طاهر سليمان بن الحسن بن بهرام القرمطي الكوفة، وكان ينقل ما بها نهارا، ويخرج إلى عسكره فيبيت به ليلا، وخاف منه أهل بغداد، حتى انتقل أهل الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي (١).

وفيها: عارض أبو طاهر القرمطي المذكور ركب العراق ومعه ألف فارس، وألف راجل، فوضعوا السيف في الحجيج واستباحوهم، وساقوا الجمال بالأموال والحريم، وهلك الناس جوعا وعطشا، ونجا من نجا بأسوأ حال، ووقع النوح والبكاء ببغداد وغيرها، وامتنع الناس من الصلوات في المساجد، ورجم الناس الوزير ابن الفرات، وصاحوا عليه: أنت القرمطي الكبير، فأشار على المقتدر أن يكاتب مؤنسا الخادم وهو على الرقة-وكان ابن الفرات قد سعى في إبعاده إليها؛ خوفا منه-فقدم مؤنس، وكان القرمطي قد أسر طائفة من الحجاج، منهم أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان، فأطلقه، وأرسل النساء ثلاث مائة، وفي الأسر مثلهم (٢).

وفيها: قبض المقتدر على وزيره أبي الحسن بن الفرات وولده المحسّن، وسلمهما إلى مؤنس، فقتلهما، ووزر أبو القاسم الخاقاني.

وفيها: توفي الحافظ الباغندي، وأبو بكر بن المجدّر.

***

[السنة الثالثة عشرة بعد الثلاث مائة]

فيها: سار الركب العراقي ومعهم ألف، فاعترضهم أبو طاهر القرمطي بزبالة، وناوشهم القتال، فرد الناس ولم يحجوا، ونزل القرمطي على الكوفة، فقاتلوه، فغلب على البلد


(١) «الكامل في التاريخ» (٦/ ٦٩٧)، و «تاريخ الإسلام» (٢٣/ ٣٥٦)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٢٦٦).
(٢) «الكامل في التاريخ» (٦/ ٦٨٩)، و «تاريخ الإسلام» (٢٣/ ٣٥٢)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٢٦٦)، و «البداية والنهاية» (١١/ ١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>