ومدح الفضل جماعة من الشعراء، وفيه يقول بعضهم: [من الطويل]
لعمرك ما الأشراف في كل بلدة ... وإن عظموا في الفضل إلا صنائع
ترى عظماء الناس للفضل خشعا ... إذا ما بدا والفضل لله خاشع
تواضع لما زاده الله رفعة ... وكل جليل عنده متواضع
وقال فيه مسلم بن الوليد الأنصاري من جملة قصيدة: [من الوافر]
أقمت خلافة وأزلت أخرى ... جليل ما أقمت وما أزلتا
استولى على المأمون، حتى ضايقه في جارية أراد شراءها، فلما ثقل أمره على المأمون .. دس إليه من يقتله، فدخل عليه الحمام بسرخس جماعة، فضربوه بسيوفهم حتى مات، وذلك يوم الجمعة ثاني شعبان من سنة اثنتين ومائتين، وقيل: في التي تليها، وعمره ثمان وأربعون-أو إحدى وأربعون-سنة وخمسة أشهر، فسأل المأمون قاتليه عن ذلك، فقالوا: أنت أمرتنا، فأمر بقتلهم.
ولما قتل .. مضى المأمون إلى والدته يعزيها وقال: لا تأسي عليه، ولا تجزعي لفقده؛ فإن الله قد أخلف عليك مني ولدا يقوم مقامه، فمهما كنت تنبسطين إليه فيه .. فلا تنقبضي عني منه، فبكت، وقالت: يا أمير المؤمنين؛ كيف لا أحزن على ولد أكسبني ولدا مثلك؟ !
وأقام المأمون أخاه الحسن بن سهل مقامه.
٩٧٣ - [الحسين بن علي الجعفي] (١)
الحسين بن علي بن الوليد الجعفي مولاهم، الكوفي أخو الوليد، ويكنى أبا عبد الله.
سمع الأعمش وجماعة، وروى عنه يحيى بن آدم، ومحمد بن رافع وغيرهما.
قال بعضهم: كان مع تقدمه في العلم رأسا في الزهد والعبادة.
توفي سنة ثلاث ومائتين.
(١) «طبقات ابن سعد» (٨/ ٥١٩)، و «تهذيب الكمال» (٦/ ٤٤٩)، و «سير أعلام النبلاء» (٩/ ٣٩)، و «تاريخ الإسلام» (١٤/ ١٠٩)، و «معرفة القراء الكبار» (١/ ٣٤٤)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٨)، و «تهذيب التهذيب» (١/ ٤٣١)، و «شذرات الذهب» (٣/ ١٣).