للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن مآثره الدينية المدرسة التي بتعز، والمدرسة التي بثغر عدن عند باب الساحل، وأبطل ضمان الحسبة والمحناط، ورد كثيرا من المظالم إلى أهلها، وجميع أفعاله مستحسنة، ولم ينقم عليه إلا ما فعله بابن العلوي، وما حمله على ذلك إلا أحقاد سابقة من دولة أخيه الناصر وما بعدها، وهو آخر ملوك بني غسان المعتبرين، ولم يل بعده من يؤبه به.

وعمرت زوجته الحرة جهة الطواشي اختيار الدين ياقوت المدرسة الياقوتية بزبيد غربي الخان المجاهدي منها، وعمرت المدرسة الياقوتية بثغر عدن بحافة الشيخ البصال، رتبت في كلّ منهما إماما ومدرسا في الفقه، ودرسة وأيتاما يتعلمون القرآن الكريم.

وسقطت في أيامه منارة مسجد الجند الشرقية، فأمر بعمارتها من خالص ماله، ووقع في آخر أيامه الطاعون بالجبال وعدن، ومات بذلك عالم كثير.

ولما توفيت والدته الحرة أم الملوك جهة الطواشي فرحان (١) في سنة ست وثلاثين بزبيد .. أنشأ مدرسة عظيمة على ضريحها، ورتب فيها إماما وخطيبا، وأيتاما ومعلما لهم، وعشرين قارئا يقرءون القرآن عند ضريحها عقيب كل صلاة، ورتب لهم ما يقوم بكفايتهم رحمه الله تعالى.

٤٢٤٨ - [محمد بن سعيد كبّن] (٢)

القاضي جمال الدين محمد بن سعيد بن علي بن محمد كبّن-بفتح الكاف، وكسر الموحدة المشددة، ثم نون ساكنة-الطبري الإمام العالم العلامة، القاضي الفقيه، المحدث الأصولي، المتكلم، الجامع لأشتات العلوم.

ولد ليلة الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبع مائة بالموحدة فيهما، وكان في ابتداء أمره يعاني التجارة، فعزم من عدن إلى الهند، ودخل به المركب إلى الشحر، واجتمع بالشيخ فضل نفع الله به، فقال له ما معناه: ارجع يا قاضي عدن، فوقع ذلك منه موقعا، فاشتغل بالطلب، فقرأ في الشحر على الفقيه عبد الله بن علي أبي حاتم


(١) في (م) و (ل): (مرجان).
(٢) «إنباء الغمر» (٤/ ١٢٧)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٣٩٨)، و «الضوء اللامع» (٧/ ٢٥٠)، و «طبقات صلحاء اليمن» (ص ٣٣١)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>