للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما دنوا منكم ولم تحفلوا بهم ... أغارت عليهم كل داهية دهيا

وجاءتهم الأمواج من كل جانب ... فما برحت للبر تطويهم طيا

وكان لديهم مركب فيه بغيه ... فظلوا به يسقون أموالهم سقيا

وجاءت بهم مما بعثت كتائب ... مراكبهم تمشي بهم نحوهم مشيا

فأدركهم من جانب المندب القضا ... بريح فرت أوداج مركبهم فريا

وقدم عليه الشيخ علي بن طاهر بن معوضة بن تاج الدين إلى تعز، فواجهه بدار الشجرة، فأكرم نزله، وأجزل صلته، وذلك سنة خمس وثلاثين.

وفي هذه السنة: ابتدأ بعمارة المدرسة الظاهرية بتعز.

وفيها: وصل [ .... ] (١) إلى عدن [ .... ] (٢) تلك السنة إلى عدن للتفرج على مراكبهم وزيهم، واشترى من بضائعهم وتحفهم، وباع إليهم وحوشا، وحصل منهم جملة مستكثرة.

وفي مدة إقامته بعدن: بلغه [ .... ] (٣) المعازبة والكعبين بوادي ذوال من تهامة، فخرج مسرعا، وطوى المراحل طيا، فلم يشعروا به إلا والرماح والسيوف تنوشهم قتلا وحزا، وذلك في شعبان من السنة المذكورة.

وفي سنة اثنتين وأربعين وثمان مائة: تقدم الظاهر من تعز إلى زبيد يوم الاثنين سادس وعشرين رجب، ودخل زبيد وهو مريض، فأقام بها ثلاثة أيام، وتوفي يوم الجمعة آخر شهر رجب من السنة المذكورة، فأجمع أهل الحل والعقد على مبايعة ابنه الأكبر سنا الملك الأشرف إسماعيل، فلما انعقدت بيعته .. أمر بتجهيز والده، فغسله بأمره شيخ الإسلام جمال الدين محمد بن الطيب بن أحمد الناشري، وقاضي الشريعة حينئذ بزبيد شهاب الدين أحمد أبو الفضل بن علي الناشري، وخطيب زبيد الفقيه كمال الدين موسى بن محمد الضجاعي، ثم جهزه أحسن الجهاز، ثم صلّى عليه، وأمر شيخ الإسلام الطيب الناشري أن يتقدم به إلى تعز، وهو الذي أدخله قبره رحمه الله، وقبر بمدرسته الظاهرية بتعز، وكان رحمه الله سلطانا حازما، وملكا شهما.


(١) بياض في الأصول.
(٢) بياض في الأصول.
(٣) كلمة غير واضحة في المخطوطات.

<<  <  ج: ص:  >  >>