المعروف بابن الأكفاني الأنصاري الدمشقي الحافظ، والآمر بأحكام الله أبو علي منصور بن المستعلي بالله العبيدي الباطني صاحب مصر، وأم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله الأصبهانية الجوزدانية.
***
[السنة الخامسة والعشرون]
فيها: قبض على دبيس بن صدقة بقرب دمشق وقد ضل عن طريقه إلى صرخد وتقطع أصحابه، فلم يكن له منجا من العرب، فحمل إلى دمشق، فباعه صاحب دمشق بوري بن طغتكين من زنكي بن آق سنقر صاحب الموصل والشام بخمسين ألف دينار، وكان زنكي عدوه، فظن أنه سيهلكه، فلما حصل في قبضة زنكي .. أكرمه وأعظمه، وخوله المال والرجال، حتى قدمه على نفسه، ولما ورد الخبر إلى بغداد بأن دبيسا في أسر بوري ..
أخرج ابن الأنباري كاتب الإنشاء إلى دمشق ليتوصل في أخذ دبيس وحمله إلى دار الخلافة لأجل العداوة التي كان دبيس متحققا بها، فلما وصل ابن الأنباري الرحبة .. علم بحصول دبيس عند زنكي، وأنفذ زنكي من قبض على ابن الأنباري، وحمله إلى قلعة الموصل (١).
وفيها: مات السلطان محمود بن محمد بن ملك شاه بهمذان، وخلف ولدا طفلا يسمى: داود، كان في حجر آق سنقر الأحمديلي، وله ولاية أذربيجان، فعقد الأنساباذي السلطنة لداود المذكور على كره من آق سنقر، وحسن له جمع الكلمة، وكان السلطان محمود قد جعل لأخيه مسعود كنجة معيشة له، فكان مسعود قد توجه إليها، فلما علم بموت أخيه محمود .. عاد من طريقه طالبا للسلطنة.
وفيها: توفي الشيخ الكبير الولي الشهير حماد بن مسلم الدباس، والإمام الكبير الولي الشهير محمد بن عبدويه، وأبو العلاء محمد بن عبد الملك بن زهر الإيادي الأندلسي الإشبيلي، وأبو المعالي عبد الله بن محمد الهمذاني الفقيه الأديب الملقب بعين القضاة، ومسند العراق هبة الله ابن حصين الشيباني البغدادي، ومحمد بن أحمد الرازي، وأبو غالب الماوردي، وأبو الحسن علي بن سلمان الواعظ.
***
(١) «المنتظم» (١٠/ ٢٤٣)، و «الكامل في التاريخ» (٩/ ٢٨)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٧٠١).