للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٤٠ - [سعيد بن العاصي] (١)

سعيد بن العاصي بن سعيد بن العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي الحجازي أبو عثمان.

قال ابن سعد: (توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم وله تسع سنين) (٢).

وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان، وقال لهم: إذا اختلفتم في ذلك .. فاكتبوه بلسان سعيد، واستعمله عثمان على الكوفة، وغزا طبرستان وافتتحها، ويقال: إنه افتتح جرجان في خلافة عثمان، ثم تحول إلى المدينة، ولما قتل عثمان .. اعتزل الفتن، فلم يشهد الجمل ولا صفين، ثم استعمله معاوية على المدينة، كان يعزله بمروان ويعزل مروان به.

وكان من أشراف قريش، جمع السخاء والفضل والفصاحة، كان يلقب عكة العسل لكثرة خيره، كان إذا سأله إنسان وليس عنده ما يعطيه .. كتب له دينا إلى وقت ميسرة، وكان يبعث مولى له كل ليلة جمعة إلى مسجد الكوفة ومعه الصرر فيها الدنانير، فيضعها بين يدي المصلين.

وكان يجمع إخوانه كل جمعة، فيصنع لهم طعاما، ويخلع عليهم، ويرسل إليهم بالجوائز، ويبعث إلى عيالهم العطاء الكثير.

ولما حضرته الوفاة .. قال لبنيه: أيكم يقبل وصيتي؟ فقال أكبرهم: أنا-وأظنه عمرا- قال: إن فيها وفاء ديني، قالوا: وما هو؟ قال: ثمانون ألف دينار، قالوا: وفيم أخذتها؟ قال: في كريم سددت خلته، وفي رجل جاءني ودمه يتروى في وجهه من الحياء، فبدأته بحاجته قبل سؤاله.

توفي رضي الله عنه سنة تسع أو سبع أو ثمان وخمسين.


(١) «طبقات ابن سعد» (٧/ ٣٣)، و «معرفة الصحابة» (٣/ ١٢٩٤)، و «الاستيعاب» (ص ٢٧٢)، و «أسد الغابة» (٢/ ٣٩١)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٢١٨)، و «العقد الثمين» (٤/ ٥٧١)، و «سير أعلام النبلاء» (٣/ ٤٤٤)، و «تاريخ الإسلام» (٤/ ٢٢٤)، و «الوافي بالوفيات» (١٥/ ٢٢٧)، و «شذرات الذهب» (١/ ٢٦٨).
(٢) «الطبقات الكبرى» (٧/ ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>