حسنك ما تنقضي عجائبه ... كالبحر حدّث عنه بلا حرج
بحق من خطّ عارضيك ومن ... سلط سلطانها على المهج
مد يديك الكريمتين معي ... ثم ادع لي من هواك بالفرج
وملح الشريف وفضائله كثيرة.
ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مائة، وتوفي سنة ست وثلاثين وأربع مائة.
حكى الخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي اللغوي أن أبا الحسن علي بن أحمد الفالي الأديب كانت له نسخة من كتاب «الجمهرة» لابن دريد في غاية الجودة، ودعته الحاجة إلى بيعها، فباعها إلى الشريف المرتضى بستين دينارا، فتصفحها الشريف، فوجد فيها أبياتا بخط بائعها أبي الحسن الفالي: [من الطويل]
أنست بها عشرين حولا وبعتها ... لقد طال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها ... ولو خلّدتني في السجون ديوني
ولكن لضعف وافتقار وصبية ... صغار عليهم تستهلّ شئوني
وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب بهن ضنين
وهذا الفالي منسوب إلى فاله بالفاء، بلدة بخوزستان.
١٨٧٥ - [أبو الحسين المعتزلي] (١)
أبو الحسين محمد بن علي البصري المتكلم، شيخ المعتزلة، ومن كبار أئمتهم.
كان جيد الكلام، حسن العبارة، غزير المادة، له التصانيف الفائقة في أصول الفقه، منها «المعتمد»، وهو كتاب كبير نفيس، ومنه ومن «المستصفى» لأبي حامد الغزالي استمد فخر الدين الرازي في تصنيف كتابه «المحصول»، ومن تصانيفه: «تصفح الأدلة» و «غرر الأدلة» و «شرح الأصول الخمسة» وكتاب في الإمامة وغير ذلك.
توفي سنة ست وثلاثين وأربع مائة.
(١) «تاريخ بغداد» (٣/ ٣١٤)، و «المنتظم» (٩/ ٣٢٤)، و «وفيات الأعيان» (٤/ ٢٧١)، و «سير أعلام النبلاء» (١٧/ ٥٨٧)، و «تاريخ الإسلام» (٢٩/ ٤٣٩)، و «شذرات الذهب» (٥/ ١٧٢).