للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٣٨ - [الخليفة الواثق بالله] (١)

الخليفة الواثق بالله أبو جعفر هارون بن أبي إسحاق المعتصم بن هارون الرشيد، أمه أم ولد، تسمى: قراطيس، بويع له بالخلافة يوم مات أبوه.

وكان أديبا شاعرا، دخل في القول بخلق القرآن، وامتحن الناس، وقوّى عزمه في ذلك القاضي أحمد بن أبي دؤاد.

وقتل الواثق أحمد بن نصر الخزاعي؛ لامتناعه من القول بخلق القرآن، فأراد بعض القواد مباشرة قتله، فمنعه الواثق وقال: أنا أقوم إليه بنفسي وأقتله، وأحتسب خطاي في قتل هذا الكافر، وجعل في أذنيه رقعة مكتوب فيها: هذا رأس الكافر المشرك الضال أحمد بن نصر، قتله الله على يد عبده هارون الإمام الواثق بالله أمير المؤمنين بعد أن أقام الحجة عليه في خلق القرآن ونفي التشبيه، وعرض عليه التوبة، فأبى إلا المعاندة، فعجل الله به إلى ناره وأليم عقابه.

ووضع أصحاب أحمد بن نصر في الحبوس، وثقلوا في الحديد، ومنعوا من أخذ الصدقة التي يعطاها أهل الحبوس.

وتوفي الواثق لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، فمدة ولايته خمس سنين، وتسعة أشهر، وثلاثة عشر يوما.

ولما احتضر .. ألصق خده بالأرض، وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه؛ ارحم من قد زال ملكه.

واستخلف بعده أخاه المتوكل، فأظهر السنة، ودفع المحنة، وأمر بنشر الأحاديث أحاديث الرؤية والصفات.

١١٣٩ - [الحسن العسكري] (٢)

الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد


(١) «المعارف» (ص ٣٩٣)، و «تاريخ الطبري» (٩/ ١١٥)، و «تاريخ بغداد» (١٤/ ١٦)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ١٠٥)، و «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ٣٠٦)، و «تاريخ الإسلام» (١٧/ ٣٧٨)، و «مرآة الجنان» (٢/ ١٠٧)، و «البداية والنهاية» (١٠/ ٧٥٥)، و «تاريخ الخلفاء» (ص ٤٠٠)، و «شذرات الذهب» (٣/ ١٥٠).
(٢) سيعيد المصنف رحمه الله تعالى ترجمته في وفيات سنة (٢٦٠ هـ‍)، فانظر مصادر ترجمته هناك (٢/ ٥٦٦)، وذكرها هنا تبعا لليافعي في «مرآة الجنان» (٢/ ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>