للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هنا حرم الشافعي التفاؤل بالمصحف.

وعقد الخلافة لابنيه الحكم وعثمان، وجعلهما وليّي عهده من بعده.

وكان من أسباب فساد أمره: أنه أفسد اليمانية وهم جند أهل الشام، وضرب سليمان بن هشام بن عبد الملك مائة سوط، وحلق رأسه ولحيته وغربه إلى عمان، وكان يزيد بن الوليد بن عبد الملك يسعى في خلع الوليد بن يزيد سرا حتى استوثق له ما يريده، فدخل يزيد دمشق سرا على الحمير في عدد قليل وقد بايعه أكثر الناس، وانحل أمر الوليد بن يزيد، فدخلوا عليه القصر وهو في قميص وسراويل وشي، ومعه سيف في غمد، وعنده المغنين، فقتل لليلتين بقيتا من جمادى الآخر سنة ست وعشرين ومائة، فمدة ولايته سنة وشهران وأيام، وعمره نيف وأربعون سنة، ولما قتل بويع ليزيد بن الوليد.

٦٠١ - [يزيد الناقص] (١)

يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، ويلقب بالناقص؛ لأنه نقص الجند في عطياتهم، بويع له يوم قتل الوليد بن يزيد.

وكان فيه عدل وخير ودين؛ ولذلك يقال: الأشج والناقص أعدلا بني مروان، ويعنون بالأشج: عمر بن عبد العزيز، وبالناقص: يزيد المذكور، ولكن كان قدريا.

قال الشافعي رضي الله عنه: ولي يزيد بن الوليد فدعا الناس إلى القدر وحملهم عليه.

[ثم اضطرب حبل] (٢) بني مروان، فاجتمع أهل فلسطين على يزيد بن سليمان بن عبد الملك، فدعاهم إلى قتال يزيد بن الوليد، ثم رابطهم يزيد بما أخجلهم، ووثب أهل حمص بأسباب العباس بن الوليد وكان مقيما بها، فهرب منهم فحبسوا بنيه وسلبوا حرمه، وأظهروا الطلب بدم الوليد، فحاربهم يزيد حتى دخلوا في طاعته، وأظهر مروان بن محمد بن مروان الخلاف والطلب بدم الوليد بن يزيد.

وتوفي يزيد في ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة، فمدة ولايته خمسة أشهر ويومان، وعمره اثنتان وثلاثون سنة.


(١) «تاريخ الطبري» (٧/ ٢٦١)، و «المنتظم» (٤/ ٧١٥)، و «الكامل في التاريخ» (٤/ ٣٠٨)، و «سير أعلام النبلاء» (٥/ ٣٧٤)، و «تاريخ الإسلام» (٨/ ٣١١)، و «مرآة الجنان» (١/ ٢٦٤)، و «البداية والنهاية» (١٠/ ٤٢٣)، و «مآثر الإنافة» (١/ ١٥٨)، و «شذرات الذهب» (٢/ ١٠٨).
(٢) بياض في الأصول، والاستدراك من «تاريخ الطبري» (٧/ ٢٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>