أبو نصر علي بن هبة الله العجلي البغدادي الحافظ الكبير، والأمير الشهير، المعروف بابن ماكولا، النسابة، صاحب التصانيف النافعة، منها «الإكمال».
قالوا: لم يكن ببغداد بعد الخطيب أحفظ منه.
قال الحميدي: ما راجعت الخطيب في شيء إلا وأحالني على الكتاب وقال: حتى أكشفه، وما راجعت ابن ماكولا إلا وأجابني حفظا كأنه يقرأ في كتاب.
كان لبيبا عارفا، ونحويا مجودا، وشاعرا مبرزا، ومما ينسب إليه من الشعر:[من البسيط]
قوض خيامك عن أرض تهان بها ... وجانب الذل إن الذل يجتنب
وارحل إذا كان في الأوطان منقصة ... فالمندل الرطب في أوطانه حطب
سمع الحديث الكثير، وأخذ عن مشايخ العراق وخراسان والشام وغير ذلك، وكان أحد الفضلاء المشهورين.
تتبّع الأسماء المشتبهة في الأسماء الأعلام، وجمع منها شيئا كثيرا، وكان الخطيب البغدادي قد جمع بين كتاب «المؤتلف والمختلف» الذي للدار قطني وبين كتاب «مشتبه النسبة» الذي لعبد الغني، وزاد عليهما، وجعله كتابا مستقلا سماه:«المؤتنف تكملة المختلف» فزاد ابن ماكولا على هذا «المؤتنف»، وضم إليه الأسماء التي وقعت له، وجعله كتابا سماه:«الإكمال» أجاد فيه وأفاد حتى صار اعتماد المحدثين عليه، أحسن فيه إحسانا بالغا بحيث لم يوضع مثله في بابه، وهو يدل على كثرة اطلاع مصنفه، وضبطه وإتقانه، ثم جاء ابن نقطة وذيله، وما أقصر فيه.
قال الحميدي: خرج ابن ماكولا إلى خراسان ومعه غلمان له ترك، فقتلوه بجرجان، وأخذوا ماله وهربوا به.
وهو من ذرية الأمير أبي دلف العجلي.
توفي سنة سبع وثمانين وأربع مائة.
(١) «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٠٥)، و «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٥٦٩)، و «تاريخ الإسلام» (٣٣/ ٢١٦)، و «العبر» (٣/ ٣١٩)، و «تذكرة الحفاظ» (٣/ ١٢٠١)، و «الوافي بالوفيات» (٢٢/ ٢٨٠)، و «مرآة الجنان» (٣/ ١٤٣)، و «شذرات الذهب» (٥/ ٣٧٤).