للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣١٢ - [أبو داود] (١)

سليمان بن الأشعث أبو داود السّجستاني الأزدي، مؤلف «السنن»، الإمام الحافظ الكبير، أحد أئمة الحديث وحفاظه ومعرفة علمه وعلله.

كتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والمصريين والجزريين، وكان رأسا في الحديث، رأسا في الفقه، رأسا في النسك والصلاح، ذا جلالة وحرمة، وكان في الورع والصلاح يشبه بشيخه أحمد ابن حنبل.

جمع «كتاب السنن» قديما، وعرضه على الإمام أحمد ابن حنبل، فكان يقول: كتبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم خمس مائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب-يعني «السنن» -جمعت فيه أربعة آلاف وثمان ومائة حديث، ذكرت الصحيح وما يشهد له وما يقاربه، ويكفي الإنسان من ذلك لدينه أربعة أحاديث؛ وهي: قوله صلّى الله عليه وسلم: «الأعمال بالنيات» (٢)، وقوله صلّى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (٣)، وقوله صلّى الله عليه وسلم: «لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه» (٤)، وقوله صلّى الله عليه وسلم: «الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهات ... » (٥) الحديث بكماله.

ولما صنف أبو داود «السنن» .. قال إبراهيم الحربي: ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد.

وجاء سهل بن عبد الله التّستري إلى أبي داود زائرا، فرحب به أبو داود وأجلسه، فقال: يا أبا داود؛ لي إليك حاجة، قال: وما هي؟ قال: حتى تقول: قضيتها، قال:

قضيتها مع الإمكان، قال: أخرج لسانك الذي حدثت به عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم


(١) «الجرح والتعديل» (٤/ ١٠١)، و «تاريخ بغداد» (٩/ ٥٦)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (٢/ ٢٢٤)، و «وفيات الأعيان» (٢/ ٤٠٤)، و «سير أعلام النبلاء» (١٣/ ٢٠٣)، و «تاريخ الإسلام» (٢٠/ ٣٥٧)، و «تذكرة الحفاظ» (٢/ ٥٩١)، و «الوافي بالوفيات» (١٥/ ٣٥٣)، و «مرآة الجنان» (٢/ ١٨٩)، و «تهذيب التهذيب» (٢/ ٨٣)، و «شذرات الذهب» (٣/ ٣١٣).
(٢) أخرجه البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٢)، وأبو داود (٢٢٠١).
(٣) أخرجه الترمذي (٢٣١٧)، وابن ماجه (٣٩٧٦).
(٤) أخرجه البخاري (١٣)، ومسلم (٤٥).
(٥) أخرجه البخاري (٥٢)، ومسلم (١٥٩٩)، وأبو داود (٣٣٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>