للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٢٦٧ - [الأمير جياش السنبلي] (١)

الأمير الكبير جياش بن سليمان السنبلي.

ولي إمارة عدن مدة للمسعود، ثم أرسله المسعود إلى زبيد أميرا عليها من قبله، فدخلها في سنة تسع وأربعين وثمان مائة، واصطلح هو والمعازبة، ونابذ القرشيين، وغزا المخيريف قرية الأشاعر، فأخربها، وغزا القرشيين، ونزل النخل أيام حلوله ومعه المعازبة والعبيد والعساكر، فحمل عليه القرشيون إلى النخل، فانكسر الأمير جياش، وقتل من أصحابه جماعة، ثم رجع إلى عدن، وكان له مع المشايخ بني طاهر وقائع عظيمة، كسرهم مرارا عند ما يصلون إلى عدن ويحاصرونها فيخرج إليهم بعسكر البلد ويردهم عنها خائبين.

ولما استولى المشايخ بنو طاهر على عدن، وذلك في سنة ثمان وخمسين وثمان مائة ..

أخرجوه منها مطرودا، فخرج منها هو ومن معه من أهله وكانوا نحو الثلاثين، واستقر بموزع، ولم يزل يكاتب العبيد في دخول زبيد حتى دخلها برضى البعض وكراهة الأكثر منهم، فلما دخلها .. أظهر لهم النصح، فأمنوه، فكاتب للمجاهد بن طاهر يعلمه بانحلال أمر العبيد وضعف شوكتهم، فجوب عليه يحثه على الإفساد بين العبيد وتفريق كلمتهم، فلم يزل يعمل الحيلة في ذلك حتى حالف عبيد السيد وعبيد الشمسي للشيخ علي بن طاهر، فلما استوثق بذلك منهم .. راسل الشيخ علي بن طاهر مع جماعة من كبراء البلد وقضاتها وعلمائها، فلما وصلته الكتب .. خرج الشيخ علي بن طاهر من عدن لأخذ زبيد، فلما استقر بحيس .. هرب جماعة من العبيد المعروفين بعبيد فشال من زبيد، وتسوروا الدروب، فجمع الأمير زين الدين المذكور أكابر العبيد عنده في الدار، وأمر بأن ينادى في المدينة بأن البلد للملك المجاهد علي بن طاهر، فقال له فرج خيري أحد طغاة العبيد: من أذن لك في هذا النداء؟ وأراد فتنة، فأمر الأمير زين الدين أخويه الصديق وإسماعيل فضرباه بالسيف حتى برد، ورميت جثته إلى الشارع والعبيد مجتمعون حول البيت من الموافقين والمخالفين، ثم قبض على عبد الله بن زيتون أحد طغاة العبيد ورأس الفتنة وعلى جماعة من طغاتهم، وحفظهم، فلما علم بذلك العبيد .. تفرقوا، وتسوروا الدروب، وكانوا نحو


(١) «الضوء اللامع» (٣/ ٨٦)، و «بغية المستفيد» (ص ١١٨ - ١٢٦)، و «اللطائف السنية» (ص ١٨١)، و «هجر العلم» (٢/ ٦٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>