للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي عمرة القضاء: نزل قوله تعالى: {لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ ... } الآية في شأن الحطيم البكري (١).

وفي ذهابه صلّى الله عليه وسلم إلى مكة في عمرة القضاء: تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية بسرف، ودخل بها بسرف أيضا في رجوعه، وماتت بسرف أيضا بعد موت النبي صلّى الله عليه وسلم (٢).

قال الحافظ العامري: (وأشد الأقوال أنه تزوجها وهو محرم، وكان ذلك من خصائصه) اهـ‍ (٣)

وكان رحمه الله اعتمد رواية ابن عباس، وأكثر المحدثين اعتمد رواية ميمونة وأبي رافع: أنه تزوجها صلّى الله عليه وسلم وهو حلال، والله أعلم (٤).

***

[السنة الثامنة]

: فيها: قدم وفد عبد القيس على النبي صلّى الله عليه وسلم (٥)، وكانوا أربعة عشر راكبا، وقيل: أربعين، ولعل الأربعة عشر كبراؤهم، والباقون أتباع، ورئيسهم


= كما قال الحافظ في «الفتح» (٧/ ٥٠٥).وإنما قال زيد: (بنت أخي)؛ لما كان بينه وبين أبيها حمزة من المؤاخاة.
(١) وقيل: يقال له: الحطم بن هند البكري؛ نسبة إلى بكر بن وائل، وقيل: اسمه شريح بن ضبيعة، وكان من أمره ما أخرجه الطبري من غير وجه في «تفسيره» (٦/ ٣٨) وغيره: (أنه أتى النبي صلّى الله عليه وسلم وحده، وخلف خيله خارج المدينة، فدعاه، فقال: إلام تدعو؟ فأخبره، وقد كان النبي صلّى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «يدخل اليوم عليكم رجل من ربيعة، يتكلم بلسان شيطان»، فلما أخبره النبي صلّى الله عليه وسلم .. قال: انظر ولعلّي أسلم ولي من أشاوره، فخرج من عنده فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لقد دخل بوجه كافر، وخرج بعقب غادر»، فمر بسرح من سرح المدينة، فساقه فانطلق به وهو يرتجز: قد لفّها الليل بسوّاق حطم ليس براعي إبل ولا غنم ولا بجزار على ظهر الوضم باتوا نياما وابن هند لم ينم ثم أقبل من عام قابل حاجّا قد قلّد وأهدى، فأراد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يبعث إليه، فنزلت هذه الآية)، وقيل: قتله العلاء بن الحضرمي في اليمامة، والله أعلم. ثم حكى الطبري: أن الآية منسوخة؛ لإجماع الجميع على أن المشرك لو قلّد عنقه أو ذراعيه لحاء جميع أشجار الحرم .. لم يكن ذلك له أمانا من القتل إذا لم يكن تقدم له عقد ذمة من المسلمين أو أمان.
(٢) انظر «البخاري» (٤٢٥٨)، (٤٢٥٩)، (٥١١٤).
(٣) «بهجة المحافل» (١/ ٣٨٠).
(٤) وبناء على الخلاف في هذا الحديث: اختلفت المذاهب في صحة نكاح المحرم بنسك، وانظر كلام الحافظ في «الفتح» (٩/ ١٦٥).
(٥) وخبر قدومهم في الصحيح عند البخاري (٥٣)، ومسلم (١٧) وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>