للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيلقان وأخذوها بالسيف وقتلوا، ثم حاربوا الكرج أيضا، فقتلوا منهم نحو ثلاثين ألفا، ثم سلكوا طرقا وعرة في الجبال إلى أن وصلوا إلى بلاد اللان، وفيها طوائف من الترك وقليل من المسلمين، فالتقوا، فكانت الدائرة على اللان، فقتلوا وتكلكلت أيديهم مما قتلوا من النساء والأطفال فضلا عن الرجال.

وكان خوارزم شاه بطلا مقداما، وعسكره أوباش ليس لهم إقطاع ولا ديوان، بل يعيشون من النهب والغارات، وهم ما بين تركي كافر، ومسلم جاهل، لا يعرفون تعبئة العسكر، ولا أدمنوا إلا على المهاجمة، وما لهم زرديات (١) ولا عدة جيدة للحرب، ثم إنه كان يقتل بعض القبيلة ويستخدم باقيها، ولم يكن فيه شيء من المداراة، لا لجنده ولا لعدوه، وتحرش بالتتار وهم يغضبون على من يرضيهم، فكيف من يغضبهم ويؤذيهم؟ ! فخرجوا وهم بنو أب، وأولو كلمة واحدة، وقلب واحد، ورئيس مطاع، فلم يمكن خوارزم شاه أن يقف بين أيديهم، ولكل أجل كتاب (٢).

وفيها: توفي قاضي القضاة زكي الدين [الطاهر بن] محمد ابن يحيى القرشي الدمشقي، والشيخ المقدام عبد الله بن عثمان اليونيني، وشيخ الشيوخ أبو الحسن محمد بن عمر بن علي الجويني، ومسند خراسان المؤيد بن محمد الطوسي، والسلطان محمد خوارزم شاه بن السلطان علاء الدين.

***

[السنة الثامنة عشرة]

فيها: سار الملك الأشرف موسى ينجد أخاه الكامل محمدا، وسار معه عسكر الشام، وخرجت الفرنج من دمياط بالفارس والراجل أيام زيادة النيل، فنزلوا على ترعة، فبثق المسلمون عليها [النيل]، فلم يبق لهم وصول إلى دمياط، وجاء الأسطول فأخذوا مراكب الفرنج، وكانوا مائة كند-بالنون والدال المهملة: المركب-وثمان مائة فارس، فيهم صاحب عكا، وخلق من الرجالة، فلما رأوا الغلبة .. بعثوا يطلبون الصلح، ويسلمون


(١) الزردية: درع من حديد.
(٢) «الكامل في التاريخ» (٣٣٣/ ١٠ - ٣٦٣)، و «تاريخ الإسلام» (٣٧/ ٤٤ - ٥٢)، و «العبر» (٥/ ٦٤)، و «دول الإسلام» (٢/ ١٢٤)، و «مسالك الأبصار» (٢٧/ ٢٤٢)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٣٧)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ١٠٢)، و «شذرات الذهب» (٧/ ١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>