للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي سنة تسع وعشرين وسبع مائة وله سبعون سنة، كذا في «تاريخ اليافعي» (١)، وذكر في «ابن شهبة» ما يقتضي أن عمره اثنتان وستون سنة؛ لأنه ذكر أنه ولد سنة ست وستين وست مائة في ربيع الأول، وتوفي في جمادى الأولى من السنة المذكورة (٢).

قال الشيخ عبد الله اليافعي: (كان في خلقه حدة، اجتمعت به في مسجد الخيف، وسأله بعض العوام وأنا حاضر عنده فيمن قال: أحرمت لله بحجة وعمرة مفردة، ما حكمه؟ وكان قد صدر ذلك من العامي، فقال له: ما قال من العلماء بهذا اللفظ أحد، فقلت له:

فإذا قد وقع هذا اللفظ من صاحبه .. كيف يكون الحكم؟ فانزعج انزعاجا شديدا ولم يجب بشيء.

قال الشيخ اليافعي: يحتمل أن يكون محرما بالحج والعمرة معا، ويكون قوله:

«مفردة» لفظا باطلا ليس له معنى؛ لحصول قصد الحج والعمرة معا منه، وتعقيبه بلفظ يناقضه لا يعتبر؛ لأنهما إذا وقعا .. لا يرتفعان، ويحتمل أنه قصد الإحرام بحجة مفردة، فسبق لفظه إلى قوله: «وعمرة» [مدخلا لفظ العمرة بسبق لسانه من غير فصل بين الحجة ووصفها بالإفراد] فيكون محرما بالحج فقط، وإذا احتمل .. حكمنا بالأحوط وهو صحة الإحرام بالمتيقن فقط وهو الحج الداخل في التقديرين معا، فينبغي له أن يحرم بالعمرة بعد الفراغ من أعمال الحج، ولا يجوز أن يحرم بها قبل ذلك؛ لأنه لا يجوز إدخال العمرة على الحج، هذا ما ظهر لي) اه‍ (٣)

٣٩٠٨ - [علاء الدين القونوي] (٤)

علي بن إسماعيل بن يوسف التبريزي المعروف بالقونوي الفقيه الإمام الشافعي الأصولي، قاضي القضاة، شيخ الشيوخ.

اشتغل بالعلوم في بلده على جماعة، ثم قدم دمشق في سنة ثلاث وتسعين، وأخذ في


(١) انظر «مرآة الجنان» (٤/ ٢٧٩).
(٢) في النسخة التي بين أيدينا من «طبقات الشافعية» (٢/ ٣١٤): (ولد في شهر ربيع الأول سنة ستين وست مائة) كما في باقي المصادر، فتكون نسخة المصنف فيها زيادة (ست)، والله أعلم.
(٣) «مرآة الجنان» (٤/ ٢٧٩).
(٤) «دول الإسلام» (٢/ ٢٧٣)، و «أعيان العصر» (٥/ ٢٨٥)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٨٠)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (١٠/ ١٣٢)، و «البداية والنهاية» (١٤/ ٥٦٤)، و «الدرر الكامنة» (٣/ ٢٤)، و «النجوم الزاهرة» (٩/ ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>