للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان إماما كبيرا، عالما عاملا بارعا، فاضلا متفننا كاملا، عارفا بالنحو واللغة، والتفسير والحديث، والفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة.

وله المصنفات المفيدة: ذيل على «صحاح الجوهري» وسماه: «التكملة والذيل والصلة»، ومن مصنفاته «مشارق الأنوار»، وشرح «البخاري» شرحا مختصرا، وله كتاب «العباب» الذي لم يصنف مثله في فنه، يقال: إنه وصل فيه إلى مادة (بكم)، فقال فيه بعضهم: [من مجزوء الرجز]

إن الصغاني الذي ... حوى العلوم والحكم

صار قصارى أمره ... أن انتهى إلى بكم

وله غير ذلك من المصنفات، ودخل اليمن مرارا، وأقام بعدن، وقصده جمع من العلماء للأخذ عنه، وصحبه سليمان بن الفقيه بطال، وأقام معه بعدن مدة، ثم طلعا إلى بلدهم، فأخذ عنه الإمام بطال وغيره، وقدم تعز، فأخذ عنه بها جماعة، منهم الشيخ منصور بن حسن، والفقيه أحمد بن علي السرددي.

وفي آخر عمره أقام بمكة.

وتوفي ببغداد فجاءة سنة خمس وستين وست مائة (١)، ورثاه تلميذه أحمد بن محمد بن عمر بن إسماعيل الشهرزوري-كما رواه الجندي عن ابن أخيه علي بن الحسن (٢) بن محمد بن عمر الشهرزوري (٣) -بقصيدة يقول فيها: [من البسيط]

أقول والشمل في ذيل النوى عثرا ... يوم الوداع ودمع العين قد كثرا

أبا الفضائل قد زودتني أسفا ... أضعاف ما زدت قدري في الورى أثرا

قد كنت تودع سمعي الدر منتظما ... فخذه من جفن عيني الآن منتثرا

وأخذ هذا المعنى من قول الزمخشري في ترثيته شيخه أبا مضر: [من الطويل]

وقائلة ما هذه الدرر التي ... تساقطها عيناك سمطين سمطين


(١) كذا في «طراز أعلام الزمن» (١/ ٣٣٩)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٥٤)، وفي «السلوك» (٢/ ٤٠٤)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٣٦٧) توفي سنة (٦٤٠ هـ‍)، وقيل: سنة (٦٥٠ هـ‍)، وفي باقي المصادر: توفي سنة (٦٥٠ هـ‍).
(٢) كذا في «طراز أعلام الزمن» (١/ ٣٤٠)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٥٥)، وفي «السلوك» (٢/ ٤٠٤): (الحسين).
(٣) «السلوك» (٢/ ٤٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>