للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخلّف أحمد المذكور ولدا يسمى: عبيدا بالتصغير، ويقال له أيضا: عبد الله، قال الشيخ علي بن أبي بكر باعلوي: (والظاهر أن اسمه: عبد الله، وإنما كان تصغير اسمه تواضعا وهضما للنفس) (١)، فاشتهر بذلك عند آل حضر موت، والله سبحانه أعلم.

وخلف عبيد ثلاثة من الولد وهم: بصري، جدّ الفقيه سالم بن بصري المذكور في أوائل المائة السادسة (٢)، والشيخ جديد، جد الإمام المحدث علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن جديد الآتي ذكره في أوائل المائة السادسة أيضا (٣)، والشيخ علوي، وانقرض نسل الشيخ بصري وجديد ولدي الشيخ عبيد على رأس الست مائة، ولم يبق لهما عقب، إلا نسل الشيخ علوي بن عبيد جد آل باعلوي.

قال الخطيب: (ولما قدم أحمد بن عيسى المذكور ومن معه إلى حضر موت، وادعوا النسبة الشريفة .. اعترف لهم أهل حضر موت بالفضل وما أنكروه، ثم إنهم بعد ذلك أرادوا منهم إقامة البينة توكيدا لما ادعوه، وكان بتريم إذ ذاك ثلاث مائة مفت، فسار الإمام المحدث علي بن أحمد بن أبي جديد إلى البصرة، وأثبت نسبتهم عند قاضيها، وأشهد على إثبات القاضي نحو مائة شاهد ممن يريد السفر إلى الحج، ورقب بمكة حجاج حضر موت على أولئك الشهود، فلما قدموا حضر موت، وشهدوا بذلك .. اعترف الناس لهم بالنسبة الشريفة، وأقروا لهم بالفضل والحرمة، وأجمع على ذلك العلماء والصالحون.

قال: (وممن صحح علوّ شرفهم وصحة نسبهم الإمام محمد بن أحمد بن أبي الحب، والإمام أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن سالم المرواني التريمي، والإمام العلامة المحدث قطب الدين عمر بن علي، والإمام القطب عبد الله بن أسعد اليافعي، والإمام الجليل محمد بن أبي بكر عباد، والشيخ الشهير فضل بن عبد الله فضل، والقاضي المحقق عبد الرحمن بن أبي علي بن حسان، والفقيه العالم مسعود بن أبي شكيل في كتابه الذي ألفه في العلماء والصالحين) (٤) انتهى، والله أعلم.


(١) «البرقة المشيقة» (ص ١٣٥).
(٢) انظر (٥/ ١٨).
(٣) انظر (٥/ ٧٨).
(٤) «الجوهر الشفاف» (١٦٤/ ٣ - ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>