للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: توفي الحافظ الحبر أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، وإمام النحو أبو العباس المبرد، واسمه: محمد بن يزيد الأزدي البصري، وأبو الحسن علي بن عبد العزيز البغوي المحدث بمكة، وهو عم البغوي عبد الله بن محمد، والحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدّبري اليمني-نسبة إلى دبرة بفتح الدال المهملة والموحدة، والراء، ثم هاء، قرية على نصف مرحلة من صنعاء-كان إماما مشهورا مذكورا، أخذ عن عبد الرزاق «جامع معمر»، وأخذ عنه عدة من العلماء المشاهير، وعمر عمرا طويلا.

حكى الجندي أنه كان موجودا في سنة اثنتين وسبعين ومائتين (١).

قال الخزرجي: (الصواب: سنة اثنتين وتسعين-بتقديم التاء على السين-ومائتين؛ فإن صاحب «العطايا السنية» حكى أن ميلاده كان في سنة خمس-أو ست-وتسعين ومائة) (٢).

وكان بعضهم يقول: هو الشيخ الذي حكى الشافعي أنه كان يقرأ الحديث على شيخ باليمن يدخل عليه خمسة كهول ... الخبر المشهور بين الفقهاء في كتبهم، وهو الذي يقول فيه القائل: [من الرجز]

لا بد من صنعا وإن طال السفر ... لطيبها والشيخ فيها من دبر

وممن رحل إليه إسحاق بن إبراهيم النحوي، وكان فقيها عارفا رحالا في طلب العلم.

قال القاضي أحمد العرشاني: قدم المذكور على إسحاق بن إبراهيم الدبري سنة اثنتين ومائتين.

قال الخزرجي: (الصواب: سنة اثنتين وثمانين ومائتين؛ لأن الصواب في ميلاد الدبري ما قدمناه: أنه سنة اثنتين وتسعين ومائة) (٣)، وهو الذي يروي عن إبراهيم بن هدبة، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «لو أذن للسماوات والأرض أن يتكلما .. لبشرتا صائم رمضان بالجنة» (٤).


(١) انظر «السلوك» (١/ ١٤٣).
(٢) «طراز أعلام الزمن» (١/ ١٩٤).وانظر «العطايا السنية» (ص ٢٧٢).
(٣) «طراز أعلام الزمن» (١/ ١٩٥).
(٤) أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (١/ ١١٣)، والفاكهي في «أخبار مكة» (١٥٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>