للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكتب إليه الملحي: [من الخفيف]

هل يقول الإخوان يوما لخلّ ... شاب منه محض المودّة قدح

بيننا سكّر فلا تفسدنه ... أم يقول بيني وبينك ملح

قال الشيخ اليافعي: (هكذا صوابه، أعني أن الأبيات الأولى لابن سكرة، والبيتين الآخرين للملحي، خلاف ما رأيته في بعض التواريخ حيث عكس ذلك، وهو غير مناسب لمفهوم نظمهما) (١).

ولابن سكرة: [من مجزوء الرمل]

قيل ما أعددت للبر ... د وقد جاء بشدّة

قلت درّاعة عري ... تحتها جبّة رعدة

وله أيضا: [من البسيط]

جاء الشتاء وعندي من حوائجه ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا

كن وكيس وكانون وكأس طلا ... بعد الكباب وكس ناعم وكسا

فجمع في البيت سبع كافات، وعارضه الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي ببيتين من قصيدة في هذا المعنى يشتمل كل بيت منها على عشر كافات، أحدهما في أمر الدنيا، والثاني في أمر الدين: [من الطويل]

بأول كانونين كانون مصطلى ... ففصل الشتا يا صاح بالبرد مقبل

وأوله في الفجر سبع لشولة ... وشمس بجدي له يشوى ويؤكل

بأول كانونين خامس عشرة ... يكون فإن كنت النصيحة تقبل

فخذ عشر كافات خلت عن خلاعة ... على الفسق تغري الفاسقين وتحمل

كل الكبش واكتس بالكسا في أريكة ... لكحلا زكت والكيس عندك يكمل

ولكنّ أولى النصح ما فيه قلته ... وإن لم أكن ممن إذا قال يفعل

تمسكن وكن في كن كهفك ناسكا ... وكل كل ما يلقي إليك التوكل (٢)

توفي ابن سكّرة المذكور في سنة خمس وثمانين وثلاث مائة.


(١) «مرآة الجنان» (٢/ ٤٢٧).
(٢) انظر «مرآة الجنان» (٢/ ٤٢٨) بنحوها.

<<  <  ج: ص:  >  >>