والأنساب، وأيام العرب والعجم، وحروب الجاهلية ووقائعها، والمناقب والمثالب، شاعرا فصحيا مترسلا، وهو صاحب القصيدة المشهورة بالكلاعية، نسبة إليه، ذكر فيها شيئا كثيرا من المناقب والمثالب والفخر، وذكر فيها عددا كثيرا من أشراف قحطان وكبرائهم، وملوكهم ووزرائهم وسلاطينهم، وعلمائهم وشعرائهم، وأودعها من مثالب عدنان ما أودعها، وسماها:«القاصمة»، وهي أكثر من ألف بيت، وأولها:[من الوافر]
أبت دمن المنازل أن تبينا ... إجابة سائلين معرجينا
أجاب بها القصيدة العدوية التي ذكر فيها صاحبها شيئا كثيرا من مناقب عدنان ومثالب قحطان، وتسمى:«الدامغة»، وأولها:[من الوافر]
طربت وقد هجرت اللهو حينا ... وهاج لي الدوا داء دفينا
وأول من فتح باب المدح والهجاء بين عدنان وقحطان الكميت بن زيد الأسدي كما ذكرنا ذلك في آخر المائة السابقة في ترجمة الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني (١)، وكان الفضل بن باروخ الرومي مولى الأمير إسحاق بن إبراهيم بن زياد هجا حمير بقصيدة، فأجابه الكلاعي.
وللكلاعي المذكور قصيدة طويلة رائية تزيد على ثلاث مائة بيت، تشتمل على أنساب حمير ومفاخرها، وأيامها ومآثرها، وملوكها وأقيالها، وفرسانها وأبطالها، وقبائلها وبطونها، وأفخاذها وعيونها، سماها:«ذات الفنون»، يقول في أولها:[من الطويل]
خليلي هل ربع بخفقان مقفر ... يرقّ لشكوى ذي الجوى ويخبّر
وكان إنشاده لهذه القصيدة في قصر كحلان من أهل ذي رعين، وذلك في صفر سنة أربع وأربع مائة.
ولم أقف على تاريخ وفاته.
والله سبحانه أعلم، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
***
(١) لم يترجم له المؤلف رحمه الله تعالى، وانظر ترجمته في «طراز أعلام الزمن» (١/ ٣١٤).