للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن ظنه كرما فليس بكاذب ... ومن ظنه نخلا فليس يجهّل

لحومهما الأعناب والرّطب الذي ... هو الحلّ والدر الرحيق المسلسل

ولكن ثمار النخل وهي غضيضة ... تمرّ وغضّ الكرم يجنى ويؤكل

يكلفني القاضي الجليل مسائلا ... هي النجم قدرا بل أعز وأطول

فأجابه أبو الطيب: [من الطويل]

أثار ضميري ناظما من نظيره ... من الناس طرا سابغ الفضل مكمل

ومن قلبه كتب العلوم بأسرها ... وخاطره في حدة النار مشعل

تساوى له سرّ المعاني وجهرها ... ومعضلها باد لديه مفصّل

فلما أثار الخبء (١) ... قاد منيعه

أسيرا لأنواع البيان مكبّل

وقربه من كل فهم بكشفه ... وإيضاحه حتى رآه المغفل

وأعجب منه نظمه الدرّ مسرعا ... ومرتجلا من غير ما يتمهل

فيخرج من بحر ويسمو مكانه ... جلالا إلى حيث الكواكب تنزل

فهنأه الله الكريم بفضله ... محاسنه والعمر فيها مطوّل

فأجابه المعري مرتجلا ممليا على الرسول: [من الطويل]

ألا أيها القاضي الذي بلهاته (٢) ... سيوف على أهل الخلاف تسلّل

فؤادك مغمور من العلم آهل ... وجدّك في كل المسائل مقبل

فإن كنت بين الناس غير مموّل ... فأنت من الفهم المصون ممول

إذا أنت خاطبت الخصوم مجادلا ... فأنت وهم حاكي الحمام وأجدل (٣)

كأنك من في الشافعيّ مخاطب ... ومن قلبه تملي فما تتمهل

وكيف يرى علم ابن إدريس دارسا ... وأنت بإيضاح الهدى متكفّل

تفضلت حتى ضاق ذرعي بشكر ما ... فعلت وكفّي عن جوابك أجمل

لأنك في كنه الثريا فصاحة ... وأعلى ومن يبغي مكانك أسفل

مع أبيات أخرى حذفتها اختصارا آخرها:


(١) كذا في «مرآة الجنان» (٣/ ٧١)، ونسخة من «الوافي بالوفيات» (١٦/ ٤٠٣)، وفي «وفيات الأعيان» (٢/ ٥١٣): (أنار الحبّ).
(٢) كذا في «مرآة الجنان» (٣/ ٧١)، وفي «وفيات الأعيان» (٢/ ٥١٣): (بدهائه).
(٣) كذا في «مرآة الجنان» (٣/ ٧١)، وفي «وفيات الأعيان» (٢/ ٥١٣): (فأنت وهم مثل الحمائم أجدل).

<<  <  ج: ص:  >  >>