للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يومئذ على المشركين عكرمة بن أبي جهل، وقيل: مكرز بن حفص.

قلت: وقد تقدم في ترجمة عبيدة المذكور: كان على المشركين يومئذ أبو سفيان بن حرب (١)، كما هو مقرر في «سيرة مغلطاي» وغيرها (٢)، والله سبحانه أعلم.

وفيها: سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر من ناحية العيص في ثلاثين راكبا من المهاجرين، فلقي أبا جهل في ذلك الساحل في ثلاث مائة راكب، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان موادعا للفريقين، وقيل: إن سرية حمزة كانت في السنة الأولى من الهجرة.

وفي ربيع الأول منها: غزا رسول الله صلّى الله عليه وسلم بواط من ناحية رضوى، واستعمل على المدينة السائب بن مظعون (٣).

قال البكري: (وإليها انتهى النبي صلّى الله عليه وسلم ولم يلق كيدا) (٤).

ولما رجع منها .. أقام صلّى الله عليه وسلم بالمدينة بقية ربيع الآخر وبعض جمادى الأولى، ثم غزا العشيرة في خمسين ومائة (٥) -وقيل: في مائتين-من المهاجرين على ثلاثين بعيرا يعتقبونها-وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب، وكان اللواء أبيض، واستخلف أبا سلمة المخزومي على المدينة-يطلب عيرا لقريش صادرة إلى الشام، وهي التي كانت وقعة بدر بسببها حين رجعت من الشام، فبلغ ذا العشيرة من بطن ينبع-وبين المدينة وينبع تسعة برد-فوجد العير قد مضت إلى الشام قبل ذلك بأيام، فوادع بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة، ثم رجع ولم يلق كيدا.

وما في «صحيح البخاري» عن زيد بن أرقم: أن غزاة ذي العشيرة أول الغزوات (٦) ..

هو خلاف المشهور عن أهل النقل (٧).


(١) انظر (١/ ٤٥).
(٢) انظر: «الإشارة إلى سيرة المصطفى» (ص ١٨٨).
(٣) كذا ذكره السهيلي في «الروض الأنف» (٥/ ٤٧)، وفرّق بينه وبين السائب بن عثمان، والذي ذكره ابن هشام في «السيرة» (٢/ ٥٩٨) هو السائب بن عثمان بن مظعون، وذكر ابن سعد في «الطبقات» (٢/ ٨) والصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (٤/ ٢٧): أن الذي استخلفه النبي صلّى الله عليه وسلم هو سعد بن معاذ، وذكر الصالحي قول السهيلي وقال: (فيه نظر؛ لأن الموجود في نسخة «السيرة»: السائب بن عثمان بن مظعون) اهـ‍، والله أعلم.
(٤) «معجم ما استعجم» (١/ ٢٨٣).
(٥) العشيرة: قال مغلطاي في «السيرة» (١٩٢): (موضع لبني مدلج بناحية ينبع).
(٦) «صحيح البخاري» (٣٩٤٩).
(٧) قال الحافظ في «الفتح» (٧/ ٢٨٠): (ففات زيد بن أرقم ذكر ثنتين منها، ولعلهما الأبواء وبواط، وكأن ذلك خفي-

<<  <  ج: ص:  >  >>