كالبحر يمطره السحاب وما له ... فضل عليه لأنه من مائه
وكان كثير الخلاعة، يستعمل المجون في شعره.
توفي سنة أربع وثلاثين وخمس مائة.
والأصطرلابي، نسبة إلى الأصطرلاب-بفتح الهمزة، وسكون الصاد، وبعضهم يكتبها سين، وضم الطاء المهملات، وقبل لام الألف راء، وبعدها موحدة-وهو الآلة المعروفة.
قال الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي:(قال كوشيار صاحب كتاب «الزيج» في رسالته التي وضعها في العلم الأسطرلابي: هو كلمة يونانية معناها: ميزان الشمس.
وقيل: إن «لاب» اسم الشمس بلسان يونان، فكأنه قال: أسطر الشمس إشارة إلى الخطوط التي فيه.
وقيل: إن أول من وضعه بطليموس صاحب المجسطي، وذلك أنه كان معه كرة فلكية وهو راكب، فسقطت منه، فداستها دابته فخسفتها، فبقيت على هيئة الأصطرلاب، وكان أرباب الرياضة يعتقدون أن هذه الصورة لا ترتسم إلا في جسم كريّ على هيئة الأفلاك، فلما رآه بطليموس على تلك الصورة .. علم أنه يرتسم في السطح ويكون نصف دائرة، ويحصل منه ما يحصل من الكرة، فوضع الأصطرلاب، ولم يسبق إليه) اهـ (١)
ووجدت في بعض التصانيف المؤلفة في هذا الفن أن «لاب» اسم ولد النبي إدريس صلّى الله على نبينا وعليه وسلم، وأنه أول من وضع ذلك، فلما فرغ منه .. وقف عليه والده النبي إدريس فقال: من سطر هذا؟ فقالوا له: هذه أسطر لاب، يعنون أسطر ابنه لاب، فشهر بذلك الاسم، والله سبحانه أعلم.
قال اليافعي رحمه الله: (ولم يزل الأمر مستمرا على الكرة والأصطرلاب، ولم يهتد أحد من المتقدمين إلى أن هذا القدر يتأتى في الخط إلى أن استنبط الشيخ شرف الدين الطوسي المذكور في ترجمة الشيخ كمال الدين ابن يونس رحمهما الله-وهو شيخه في هذا العلم-أن يضع المقصود من الكرة والأصطرلاب في خط، فوضعه وسماه: العصا، وعمل له رسالة بديعة، وكان قد أخطأ في بعض هذا الوضع، فأصلحه الشيخ كمال الدين وهذبه،