للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومدحه الشعراء، ولأبي الفتح محمد بن عبد الله سبط التعاويذي فيه قصيدة يقول في أولها: [من الطويل]

سقاها الحيا من أربع وطلول ... حكت دنفي من بعدهم ونحولي

ضمنت لها أجفان عين قريحة ... من الدمع مدرار الشئون همول

لئن حال رسم الدار عما عهدته ... فعهد الهوى في القلب غير محيل

ومنها:

دعوت سلوّا فيك غير مساعد ... وحاولت صبرا عنك غير جميل

تعرفت أسباب الهوى وحملته ... على كاهل للنائبات حمول

فلم أحظ من لحظ الغواني بطائل ... سوى رعي ليل بالغرام طويل

إلى كم تمنيني الليالي بماجد ... رزين وقار الحلم غير عجول

أهزّ اختيالا في ذراه معاطفي ... وأسحب تيها في ثراه ذيولي

لقد طال عهدي بالنوال وإنني ... لصبّ إلى تقبيل كف منيل

وإنّ ندى يحيى الوزير لكافل ... بها لي وعون الدين خير كفيل

وكان مجلسه معمورا بالعلماء والبحث وسماع الحديث، أهدي إليه دواة مرصعة بمرجان وفي مجلسه جماعة منهم حيص بيص، فقال الوزير: يحسن أن يقال في هذه الدواة شيء من الشعر، فقال بعض الحاضرين: [من الطويل]

ألين لداود الحديد كرامة ... يقدّره في السّرد كيف يريد

ولان لك البلّور وهو حجارة ... ومعطفه صعب المرام شديد

فقال حيص بيص: إنما وصفت صانع الدواة ولم تصفها، فقال له الوزير: من عيّر ..

غيّر، فقال: حيص بيص: [من البسيط]

صيغت دواتك من يوميك فاشتبها ... على الأنام ببلور ومرجان

فيوم سلمك مبيض بفيض ندى ... ويوم حربك قان بالدم القاني

توفي الوزير المذكور في سنة ستين وخمس مائة.

قال اليافعي في «تاريخه»: (وقد تقدمت حكاية في السبب الذي نال به الوزارة في

<<  <  ج: ص:  >  >>