للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: مات العاضد لدين الله بن الحافظ العبيدي، يقال: مات غما لما سمع بقطع خطبته، وقيل: بإسهال مفرط.

وفيها: سار نور الدين لحصار الكرك، وطلب صلاح الدين، فاعتذر، فلم يقبل عذره، وهم نور الدين بدخول مصر وعزل صلاح الدين عنها، فلما بلغ صلاح الدين ذلك .. جمع خواصه وفيهم والده نجم الدين وخاله شهاب الدين الحارمي في جماعة أمراء، فاستشارهم، فقال ابن أخيه عمر: إذا جاءنا .. قاتلناه، وتابعه غيره من الحاضرين على ذلك، فشتمهم والد صلاح الدين نجم الدين أيوب وزبرهم وقال لابنه: أنا أبوك، وهذا خالك، ففي هؤلاء من يريد لك الخير مثلنا؟ قال: لا، قال: والله؛ لو رأيت أنا وهذا نور الدين .. لم يمكنا إلا أن ننزل ونقبل الأرض، ولو أمرنا بضرب عنقك .. لفعلنا، فما ظنك بغيرنا؟ ! وهذه البلاد بلاد نور الدين، فإن أراد عزلك .. فلا يحتاج إلى المجيء إليك، بل يطلبك بكتاب، فتفرق الناس على ذلك، وكتب غير واحد من الأمراء بذلك المجلس إلى نور الدين، فصرف نور الدين همته عن دخول مصر، ثم خلا نجم الدين بابنه صلاح الدين وقال له: أنت جاهل، تجمع هذا الجمع وتطلعهم على سرك، فلو قصدك نور الدين .. لم تر منهم معك أحدا، فاكتب إليه، واخضع له، ففعل (١).

وفي رجب منها: وصل راشد بن شجعنة إلى تريم راجعا من عدن، وفيه: بنى قارة العز (٢).

وفيها: ولد الشيخ أبو عمرو بن الصلاح بشهرزور.

وفيها: وقعة مريمة في السرير من حضر موت (٣).

وفيها: توفي ضياء الدين يحيى بن سعدون القرطبي، وأبو محمد ابن الخشاب النحوي، وأبو الحسن علي بن عبد الله الأنصاري، وأبو المظفر محمد بن أسعد بن الحكيم، وأبو الفتوح نصر الله ابن قلاقس الشاعر.


= (٤/ ١٩٤)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٧٨٣).
(١) «الكامل في التاريخ» (٩/ ٣٨٤)، و «كتاب الروضتين» (٢/ ٢٦٢)، و «العبر» (٤/ ٢٠٢)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٣٨٤).
(٢) في «تاريخ شنبل» (ص ٥١)، و «تاريخ حضر موت» للكندي (١/ ٧١)، و «جواهر تاريخ الأحقاف» (٢/ ٩٦): وقعت هذه الحادثة سنة (٥٧٧ هـ‍).
(٣) «تاريخ شنبل» (ص ٤٥)، وفي «جواهر تاريخ الأحقاف» (٢/ ٩٢) سنة (٥٦٦ هـ‍).

<<  <  ج: ص:  >  >>