للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب، وكان صلّى الله عليه وسلم خطبها أولا لمولاه الذي أعتقه وتبناه زيد بن حارثة الكلبي، فكرهت زينب وأخوها عبد الله بن جحش، فأنزل الله:

{وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ، } فلما سمعا ذلك ..

رضيا، وجعلا الأمر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فأنكحها النبي صلّى الله عليه وسلم زيدا، فمكثت معه حينا، ثم جاء إلى النبي صلّى الله عليه وسلم يشكوها ويستشيره في طلاقها، فقال له صلّى الله عليه وسلم: «أمسك عليك زوجك واتق الله» (١)، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم قد أخبره ربّه تبارك وتعالى قبل ذلك أنها ستكون من أزواجه؛ فلذلك عاتبه تعالى بقوله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ} بالإسلام {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} أي: بالعتق {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ} أي: تخفي في نفسك ما كان الله أعلمك من أنها ستكون زوجتك، فطلقها زيد، فلما انقضت عدتها .. أرسل إليها زيدا يخطبها للنبي صلّى الله عليه وسلم، فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، فدخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلم من غير إذن (٢)، فكانت تفتخر على أزواج النبي صلّى الله عليه وسلم؛ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات، وعند بنائه صلّى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش نزل الحجاب (٣).

وفي هذه السنة: ركب صلّى الله عليه وسلم [فرسا] إلى الغابة فسقط عنه، فجحش [فخذه] الأيمن، فأقام في البيت أياما يصلي قاعدا، وعاده أصحابه يصلون وراءه قياما، فأمرهم بالقعود، فصلّوا خلفه قعودا (٤)، ثم نسخ ذلك في مرض موته صلّى الله عليه وسلم؛ صلّى قاعدا والناس وراءه قياما (٥).

وفيها: غزا صلّى الله عليه وسلم دومة الجندل، واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، ورجع صلّى الله عليه وسلم من الطريق قبل أن يصل إليها (٦).

وفيها: غزا صلّى الله عليه وسلم بني لحيان من هذيل بن مدركة؛ لطلب الثأر لخبيب بن


(١) أخرجه البخاري (٧٤٢٠)، وابن حبان (٧٠٤٥)، والترمذي (٣٢١٢)، وغيرهم.
(٢) أخرجه مسلم (١٤٢٨)، والبيهقي (٧/ ٥٦)، وأحمد (٣/ ١٩٥)، وغيرهم.
(٣) أخرجه البخاري (٤٧٩١)، ومسلم (١٤٢٨).
(٤) أخرجه البخاري (٦٨٩)، ومسلم (٤١١).
(٥) أورده البخاري بعد حديث رقم (٦٨٩) من قول الحميدي.
(٦) أخرجه البيهقي في «الدلائل» (٣/ ٣٨٩)، وانظر «سيرة ابن هشام» (٣/ ٢١٣)، و «تاريخ الطبري» (٢/ ٥٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>