للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفيها: توفي الأوحد بن العادل، فبرز إليه عسكر المسلمين، فتقنطر به فرسه (١)، فأحاط به المسلمون فأسروه، وهرب جيشه (٢).

وفيها: سار خوارزم شاه صاحب خراسان في جيوشه وقطع النهر، فالتقى الخطا، وكانت ملحمة عظيمة، انكسر فيها الخطا، وقتل منهم خلق كثير، واستولى خوارزم شاه على ما وراء النهر، وكان كشلوخان-بشين وخاء معجمتين-وعسكره قد أخرجتهم الخطا من أرضهم، وتولوا بلاد الترك، وجرت لهم خطوب مع الخطا (٣)، فلما عرفوا أن خوارزم شاه كسرهم .. قصدوهم، فكاتب ملك الخطا في الحال خوارزم شاه يقول له: أما ما كان منك من أخذ بلادنا وقتل رجالنا .. فمغفور، وقد أتانا عدو لا قبل لنا به، ولو قد انتصروا علينا وأخذونا .. لم يكن لهم دافع عنك، والمصلحة أنك تسير إلينا وتنجدنا، فكاتب خوارزم شاه كشلوخان: أنا معك، وكاتب ملك الخطا كذلك، وسار بجيوشه إلى أن نزل بقرب مكان المصاف، فتوهم كلا الطائفتين أنه معهم وأنه كمين لهم، فالتقوا، فانهزمت الخطا، فمال حينئذ مع كشلوخان، ورأى رأيا سخيفا (٤) وهو: أن يأمر أهل بلاد الترك بالجلاء إلى بخارى وسمرقند، ثم خربها جميعها، وشتت الناس (٥).

وفيها: توفي أبو المعالي التنوخي المغربي ثم الدمشقي، روى عن القاضي الأرموي، وتفقه على الشيخ عبد القادر وغيره.

وفيها: توفي الإمام فخر الدين الرازي محمد بن عمر بن حسين، وأم هاني بنت أحمد بن عبد الله الأصبهانية، والعلامة مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد المعروف بابن الأثير، وأبو المكارم أسعد بن مهذب بن مينا الكاتب الشاعر.

***


= و «غربال الزمان» (ص ٤٨٩).
(١) كذا في المصادر، وهو من كلام العامة، والصواب أن يقال: تقطر به فرسه: ألقاه على جانبه وشقه، انظر «تاج العروس» (١٣/ ٤٤٦).
(٢) «تاريخ الإسلام» (٤٣/ ٢٣)، و «العبر» (٥/ ١٥)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٦).
(٣) كذا في «مرآة الجنان» (٤/ ٦)، وباقي المصادر تفيد: أن كشلوخان وعسكره قد خرجوا من أرضهم بأنفسهم لا بفعل الخطا، كما توضحه عبارة الذهبي في «العبر» (٥/ ١٥): (وكانت طائفة من التتار [كشلوخان وعسكره] قد خرجوا من أرضهم قديما، ونزلوا بلاد الترك، وجرت لهم حروب مع الخطا).
(٤) في «مرآة الجنان»: (٤/ ٦): (نحسا)، وفي «العبر» (٥/ ١٥): (حسنا).
(٥) «الكامل في التاريخ» (١٠/ ٢٥٨)، و «تاريخ الإسلام» (٤٣/ ٢٤)، و «العبر» (٥/ ١٥)، و «دول الإسلام» (٢/ ١١٢)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>