للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان أديبا عروضيا، شاعرا مجيدا، صنف في العروض مختصرا جيدا، وكان ضريرا.

وله ديوان شعر رائق، ومن شعره: [من مجزوء الكامل]

قالوا عشقت وأنت أعمى ... ظبيا كحيل الطرف ألمى

وحلاه ما عاينتها ... فنقول قد شغفتك وهما

فأجبت أني موسوي ال‍ ... عشق إنصاتا وفهما

أهوى بجارحة السما ... ع ولا أرى ذات المسمّى

ولما عاد الوزير صفي الدين ابن شكر من الشام إلى مصر .. خرج أصحابه للقائه إلى الخشبي، المنزلة المعروفة، وكتب مظفر الدين يعتذر عن تأخره عن التقائه بهذه الأبيات: [من البسيط]

قالوا إلى الخشبي سرنا على عجل ... نلقى الوزير جميعا من ذوي الرتب

ولم تسر أيها الأعمى فقلت لهم ... لم أخش من تعب ألقى ولا نصب

وإنما النار في قلبي لوحشته ... فخفت أجمع بين النار والخشب

ومدح تقيّ الدين جماعة منهم مظفر الدين المذكور، فخلع على الجميع، ولم يخلع عليه، فكتب إلى تقي الدين: [من البسيط]

ألعبد مملوك مولانا وخادمه ... مظفر الشاعر الأعمى حليف ضنى

يقبّل الأرض إجلالا لمالكه ... رقّا وينهى إليه بعد كل هنا

أن القميص جميع الناس قد بصروا ... به وما منهم يعقوب غير أنا

وله يوم رمي الشواني (١): [من البسيط]

يا أيها الملك المسرور آمله ... هذي شوانيك ترمي يوم سرّاء

كأنما هي عقبان بها ظمأ ... طارت من البر وانقضّت على الماء

وله في يوم لعبها: [من البسيط]

مولاي هذي الشواني في ملاعبها ... مثل الشواهين في سهل وفي جبل (٢)

تسقي مجاذيفها ماء وتنفضه ... نفض العقاب جناحيها من البلل


(١) الشواني: سفن حربية قديمة.
(٢) في «وفيات الأعيان» (٥/ ٢١٦): (بين السهل والجبل).

<<  <  ج: ص:  >  >>