قال الجندي: (كان فقيها صالحا فاضلا، قدم تعز، فنزل في خانكة قليم السيفي.
وأخذ عنه فقهاء تعز أحاديث المعمّر رتن الهندي بروايته لها عن الشيخ الفقيه داود بن أسعد بن حامد القفال المنحروري قال: سمعت المعمّر رتن بن مندر-على وزن مفعل- ابن مندي-بفتح الميم، وسكون النون، وكسر الدال، ثم مثناة آخر الحروف-الصراف السندي قال: كنت في بدء أمري أعبد صنما ببلدي، فرأيت في منامي قائلا يقول لي:
اطلب لك دينا غير هذا، قلت: من أين أطلبه؟ قال: بالشام، قال: فأتيت الشام، فوجدتهم على النصرانية، فتنصرت، ثم رأيت بعد أيام قائلا يقول لي: اطلب لك دينا غير هذا، قلت: فأين أطلبه؟ قال: بالحجاز، فقصدت المدينة، وأسلمت على يد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وسألته أن يدعو لي بطول العمر، فمسح بيده الكريمة على رأسي، ثم خرجت معه غزاة اليهود، ولما عدت معه .. استأذنته في العود إلى بلدي؛ لأجل والدتي، فأذن لي.
وذكر أن بلده كانت تسمى وكاوور-بفتح الواو والكاف، ثم ألف، ثم واو مضمومة، ثم واو ساكنة، ثم راء-بينها وبين الملتان أربعة عشر فرسخا، ثم سميت بعد ذلك: سورباه -بضم السين مهملة، وسكون الواو، وبراء ثم موحدة مفتوحتين، ثم ألف ثم هاء-برجل من ولد سامة بن لؤي اسمه سور، ثم سميت: أهراووت-بفتح الهمزة، وسكون الهاء، وفتح الراء، ثم ألف، ثم واوين الأولى مضمومة، والثانية ساكنة، ثم مثناة من فوق- وبذلك تعرف إلى الآن.
قال: وتواتر عند أهل بلده أنه بلغ من العمر نحو سبع مائة سنة ببركة دعاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم وإمرار يده الكريمة على رأسه، قال: فأقمت ببلدي مدة، ثم خرجت إلى بلد يقال لها: بترهند-بكسر الموحدة، وسكون المثناة من فوق، وخفض الراء، وكسر الهاء، وسكون النون-بلد من أعمال السند؛ لأدعو حكيما بها اسمه: هربال-بكسر الهاء، وسكون الراء، وفتح الموحدة، ثم ألف ولام-ويعرف بالصفار، فأدركته في آخر عمره، فدعوته إلى الإسلام، فأسلم على يدي.
ثم لم تطل مدة المعمّر فتوفي بعد إسلام الحكيم بثلاثة أيام، وذلك في رجب سنة ثمان وست مائة، ودفن في بترهند.