وفي شهر رجب منها: كانت وقعة حمص، أقبل سلطان التتار، فطوى البلاد بجيوشه من ناحية حلب، وسار السلطان بجيوشه، فالتقوا شمالي تربة خالد بن الوليد رضي الله عنه، وكان ملك التتار في مائة ألف، والمسلمون في خمسين ألفا أو دونها، فحملت التتار، واستظهروا، واضطربت ميمنة المسلمين، ثم انكسرت الميسرة مع طرف القلب، وثبت السلطان بحلقته، واستمرت الحرب من أول النهار إلى اصفرار الشمس، وحملت الأبطال بين يدي السلطان عدة حملات، وتبين يومئذ فوارس الإسلام الذين لم يخلفهم الوقت، مثل سنقر، والوزيري، والسعدي، وأزدمر، وحسام الدين لاجين، وعلم الدين الدواداري وغيرهم، واستغاث الخلق والأطفال، وتضرعوا إلى الله تعالى، فنزل المدد من الله تعالى والنصر وفتح الله، فانكسر أعداء الله، فأصيب ملكهم بطعنة يقال إنها من يد الشهيد الأمير أزدمر، وطلع من جهة الشرق عيسى بن مهنا، فاستحكمت هزيمتهم، وركب المسلمون أقفيتهم، والحمد لله (١).
وفيها: توفي المفسر أبو العباس أحمد بن يوسف بن حسن الكواشي، والزاهد علي بن أحمد الجزري، والقاضي صدر الدين عمر بن عبد الوهاب بن خلف عرف بابن بنت الأعز، وابن سني الدولة محمد بن أحمد بن يحيى الدمشقي، وشيخ الإسلام تقي الدين محمد بن الحسين المعروف بابن رزين، والحافظ أبو حامد محمد بن علي المعروف بابن الصابوني، وابن علان، وأبو القاسم الإربلي، وابن أبي الدينة.
والله سبحانه أعلم، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
***
(١) «ذيل مرآة الزمان» (٤/ ٩٣)، و «تاريخ الإسلام» (٥٠/ ٥٧)، و «العبر» (٥/ ٣٢٦)، و «دول الإسلام» (٢/ ٢٠٣)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٩١)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ٣٤٠).