للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان للأمير علي بن يحيى عند المنصور مكانة؛ لكون المنصور ابن عمته، وقيل: ابن خالته، فلما توفي المنصور، وولي ابنه المظفر، ولزم ابن عمه فخر الدين أبا بكر بن الحسن بن علي بن رسول .. شق ذلك على الأمير علي بن يحيى، وكان يميل إلى أولاد عم المظفر أسد الدين وفخر الدين المذكور، فكتب الأمير علي بن يحيى إلى أسد الدين محمد بن الحسن بن علي بن رسول يحثه على القيام على المظفر واستنقاذ أخيه فخر الدين من الأسر أبياتا يقول فيها: [من الكامل]

لو كنت تعلم يا محمد ما جرى ... لشننتها شعث النواصي ضمّرا

ترمي بها دربي تعزّ على الوجى ... لتنال مجدا أو تشيد مفخرا

جردا تراها في الأعنة شزّبا ... تفري السّباسب واليباب المقفرا

قدها عرابا من يريم ومرخة ... ودثينة حقّا ودع عنك المرا

واجنح إلى الملك المفضل لذ به ... شاوره فيه وقل له ماذا ترى

أضحى ابن أمك في القيود مكبلا ... حاشا لمثلك أن تنام ويسهرا

لا بد أن تنجي أخاك حقيقة ... منها وإما أن تموت فتعذرا

إن ابن برطاس تمكن فرصة ... آه على موت يباع فيشترى

صح يا لحمزة يأت واخصص أحمدا ... لتخصّ من بين النجوم الأزهرا (١)

واتصل علم ذلك بالمظفر، وأضمرها في نفسه، وتغافل عنه، وأبقاه على ما يعتاده في أيام المنصور من الإعزاز والإكرام، ولم يزل ينقل عنه إلى المظفر ما لا يحسن نقله من صحيح وغيره، فلما كان سنة ثمان وخمسين، وحصل الخلاف من أسد الدين على ابن عمه المظفر بصنعاء .. أمر المظفر الأمير علي بن يحيى أن يطلع إلى صنعاء، ويسعى في الصلح بينه وبين ابن عمه أسد الدين؛ لما يعلم بينهما من الود، وأرسل معه الشيخ عبد الله بن عباس، فنزل أسد الدين صحبة الأمير علي بن يحيى والشيخ عبد الله بن عباس إلى زبيد والمظفر يومئذ بها، فأنزل أسد الدين في دار أبيه، فوقف بها بعض يوم، ثم استدعى به وبالأمير علي بن يحيى وقيدهما، وبعث بهما إلى حصن تعز في سنة ثمان وخمسين كما


(١) في هامش (ت): (يريد-والله أعلم-الأمير أحمد بن الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، وآل حمزة كل من ينسب إلى جده حمزة المذكور).

<<  <  ج: ص:  >  >>