للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن محمد بن علي، فجعل أبا الأول علي بن محمد، وجد الثاني محمد بن علي، والظاهر أنه وقع تقديم أحد الاسمين على الآخر في أحد الموضعين وهما، فليحقق ذلك (١).

كان الحفائلي المذكور فقيها نبيها، عاقلا فاضلا، شاعرا فصيحا، يثيب على المدح، وإليه انتهت رئاسة مذهب الشافعي بزبيد ونواحيها وإلى حاكمها يومئذ ابن عمه عبد الله بن محمد بن أبي الفتوح.

ومن شعر الحفائلي ما كتبه جوابا إلى ابن عمه أبي العز بن أبي الفتوح حيث يقول: [من الكامل]

رفقا فدتك أوائلي وأواخري ... أين الأضاة من الفرات الزاخر

أنت الذي نوّهت بي بين الورى ... ورفعت للسارين ضوء مفاخري

وله من قصيدة يتشوق فيها إلى إخوانه: [من البسيط]

تشتاقكم كلّ أرض تنزلون بها ... كأنكم لبقاع الأرض أمطار

ومنه ما كتبه إلى الفقيه عمارة: [من الطويل]

إذا فخرت سعد العشيرة لم يكن ... لأخلافها إلا بأسلافك الفخر

وبيتك منها يا عمارة شامخ ... هوت تحته الشّعرى ودان له الشّعر

ومنه عتابا: [من الطويل]

عذرتك لو كانت طريقا سلكتها ... مع الناس أو لو كان شيئا تقدما

فأما وقد أفردتني وخصصتني ... فلا عذر إلا أن أعود تكرّما

ومنه: [من البسيط]

وبكرة ما رأى الراءون مشبهها ... كأنها سرقت حسنا من الزمن

غيم وظل وروض مونق وهوى ... يجري مع الروح مجرى الروح في البدن

غنت بها الطير ألحانا وساعدها ... رقص الغصون على إيقاعها الحسن

فقد سكرت وما الصهباء دائرة ... فيها ولا نغمات العود في أذني

ولم أقف على تاريخ وفاته، إلا أنه كان في هذه المائة يقينا.


(١) في النسخة التي بين أيدينا من «طراز أعلام الزمن» لا يوجد فيها الخلاف الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى في اسم أبي الأول وجد الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>